من كتاب اسعاف الراغبين فى سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين ــ تأليف الامام العلامه الشيخ محمد الصبان.
السيدأاحمد الكبير الرفاعى
مولده : ولد t فى قرية حسن بالبطائح ــ من أعمال واسط العراق سنة 512 هجرية. وفى السابعة من عمره توفى أبوه فى بغداد، فكفله خاله السيد منصور الربانى البطاحى فأحسن تربيته.
نسبة الشريف من جهة أمه : السيد أحمد الرفاعى بن السيدة فاطمة الانصارية ( وتتصل من جهة أمها السيدة رابعة بنت السيد عبد الله الطاهر الى الامام الحسين بن على بن أبى طالب t ) بنت الشيخ يحى البخارى من جهة أمه أيضا. وهو يحى بن علويه ــ ويقال : عاليه ــ بنت الحسن اللاع، بن محمد، بن يحى بن الحسين ملك اليمن ومكة، بن القاسم، أبى محمد الرسى، بن ابراهيم طبا طبا، بن اسماعيل بن ابراهيم ــ الغمر بن حسن المثنمى بن الامام الحسن السبط، بن أمير المؤمنين على بن أبى طالب t .
نسبة الى أبى بكر الصديق t فأنه يتصل نسبه أيضا بأمير المؤمنين أبى بكر الصديق t، من جهة جده الامام جعفر الصادق زلان أم الامام هى فروه بنت القاسم، بن محمد، بن أبى بكر الصديق t.
نشأته العلمية ومشايخه y :
درس القرآن العظيم وأتم حفظه وترتيله على الشيخ الورع المقرئ الشيخ عبد السميع الحربونى بقرية حسن ( من واسط العراق ). وكان له من العمر سبع سنين : وفى هذه السنة توفى أبوه فى بغداد. وبعد وفاة والده كفله خاله الباز الاشهب الشيخ منصور البطائحى، ونقله ووالدته واخوته الى بلده نهر دقلى ( من أعمال واسط ). وأدخله على الامام العلامة الفقيه المقرئ المفسر المحدث الواعظ الصوفى الكبير الشأن الشيخ أبى الفضل على الواسطى t، فتولى أمره، وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه. فبرع بالعلوم النقلية والعقلية وأحرز قصب السبق على أقرانه.
وكان يلازم درس خاله اذ الشيخ أبى بكر شيخ وقته وسلطان علماء زمانه. كما كان يتردد على حلقة خاله الشيخ منصور الربانى. ويتلقى بعض العلوم عن الشيخ عبد الملك الحربونى. حفظ كتاب التنبيه ( فقه شافعى ) للامام أبى أسحق الشيرازى على ظاهر قلب. وشرحه شرحا جليلا ( يقال انه ضاع فى واقعة التتر ). واستغرق أوقاته بجمع المعارف الدينية. وقد أفاض الله عليه من لدنه علما خاصا حتى رجع مشايخه اليه، وتأدب مؤدبوه بين يديه.
وفى العشرين من عمره أجازه شيخه الشيخ أبو الفضل على محدث واسط وشيخها اجازة عامة بجميع علوم الشريعة والطريقة. وألبسه خرقته المباركة. وأعظم شأنه، ولقبه : أبا العلمين ( الطاهر والباطن ). وانعقد عليه فى حياة مشايخه الاجماع، واتفقت كلمتهم على عظم شأنه ورفعة قدره.(1)
نسبه منسوب الى بنى رفاعة قبيلة من العرب وسكن أم عبيده بأرض البطائح الى أن مات بها رحمه الله تعالى. وكانت انتهت اليه الرياسة فى علوم الطريق، وشرح أحوال القوم، وكشف مشكلات منازلاتهم، وبه عرف الأمير بتربية المريدين ــ بالبطائح، وتخرج وبصحبته جماعة كثيرة، وتتلمذ له خلائق لا يحصون. ورثاه المشائخ والعلماء وهو أحد من قهرة أحواله، وملك أسراره، وكان له كلام عالى على لسان أهل الحقائق.