زائر زائر
| موضوع: ابن الفارض سلطان العاشقين الثلاثاء فبراير 23, 2010 4:16 am | |
| بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن و الـصـلاة و الـسـلام عـلـى أشـرف الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن ســـيـدنـا و مـولانـا حـبـيـبـنـا و قـرة أعـيـنـنـا مـحـمـد و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن
الـســلام عـلـيـكـم و رحـمـة الله تـعـالـى و بـركـاتـه
الـعـارف بـالله
ســيـدي عـمـر ابـن الـفـارض
رضـي الله عـنـه
ابـن الـفـارض
هو أبـو حـفـص عـمـر بـن عـلـي بـن مـرشــد بـن عـلـي, الـحـمـوي الأصــل, الـمـصـري الـولادة و الـمـنـشــاء, ولـد ســنـة 576هـ - 1181م و تـوفـي ســنـة 632هـ - 1234م
كـنـي رضـي الله عـنـه بـأبـي حـفـص و أبـي الـقـاســم, و لـقـب بـشــرف الـديـن, كـان أبـوه بـعـد إنـتـقـالـه إلـى الـقـاهـرة يـثـبـت الـفـروض لـلـنـســاء عـلـى الـرجـال بـيـن يـدي الـحـكـام. و مـن ثـم عـرف بـالـفـارض و عـرف ابـنـه بـابـن الـفـارض و فـي ظـل هـذا الأب, و فـي رعـايـة عـلـمـيـة و حـيـاة طـيـبـة نـشــأ عــمــر و أخـذ عـلـومـه الـجـلـة و كـان مـنـذ صـغـره يـســتـأذن والـده لـيـنـقـطـع لـلـعـبـادة فـي بـعـض الـمـســاجـد الـمـنـقـطـعـة و فـي جـبـل الـمـقـطـم
أخـذ رضـي الله عـنـه الـفـقـه و الـحـديـث عـن شــيـوخ مـصـر و ســلـك طـريـق الـصـوفـيـة فـتـزهــد, و ظـل كـذلـك إلـى أن نـصـحـه أحـد الـمـتـعـبـديـن بـالـنـزول إلـى مـكـة, فـاتـصـل بـمـنـابـع الـوحـي و الإلـهـام و ظـل هـنـاك زهـاء خـمـسـة عـشــر عـامـاً، و أكـثـر مـن الأنـعـزال فـي وادٍ بـعـيـد عـن مـكـة, و هـنـاك و فـي ظـل تـلـك الأحـوال نـظـم مـعـظـم شــعـره
ثـم عـاد رضـي الله عـنـه إلـى مـصـر و أقـام بـالـجـامـع الأزهـرالـشــريـف مـعَـظـمـاً مـن أهـل عـصـره, و كـثـر الـمـعـجـبـون بـه و الـمـتـبـركـون بـه، و كـانـت الـعـلـمـاء و الـحـكـام تـجـالـســه حـتـى أن الـمـلـك الـكـامـل كـان يـأتـي لـزيـارتـه. و ســاعـده عـلـى الـظـفـر بـمـحـبـة الـنـاس مـا مـنـحـه الله مـن جـمـال الـخـلـقـة و الـخـلـق. و وصِـف ابـن الـفـارض رضـي الله عـنـه بـإنـه كـان مـعـتـدل الـقـامـة, و أن وجـهـه جـمـيـل, حـســن مـشــرب بـحـمـرة و كـان حـســن الـهـيـئـة و الـمـلـبـس, و حـســن الـصـحـبـة و الـعـشــرة, فـصـيـح الـعـبـارة , كـثـيـر الـخـيـر, قـال ابـن خـلـكـان : ســمـعـت أنـه رجـل فـصـيـح الـعـبـارة كـثـيـر الـخـيـر
و أخـذ رضـي الله عـنـه فـي نـظـم الـشــعـر, فـكـان الـنـاس يـتـلـقـون قـصـائـده و يـتـرنـمـون بـهـا, و قـد جـرى فـيـهـا عـلـى طـريـقـة الـحـب و الـغـرام. و الـتـصـوف فـي حـقـيـقـتـه حُــبّ و حـنـيـن إلـى الـذات الإلـهـيـة. و كـانـت حـيـاتـه رضـي الله عـنـه حـيـات إنـقـطـاع, و عـبـادة و زهــد و كـانـت تـحـصـل لـه حـالات إســتـغـراق طـويـل و صـمـت , و كـان يـمـلـي شــعـره فـي إنـتـبـاهـه مـن تـلـك الأحـوال. رضـي الله عـنـه و أرضـاه و أمــدنـا بـأســراره و نـفـعـنـا بـعـلـومـه...آمــيــن
و ســوف أضـع بعض من قـصـائـد الـديـوان
قلبي يحدثني عدد أبياتها - 51 - بيتاً
1. قلبـي يُحَدّثُـنـي بـأنّـك مُتْلِـفـي،روحي فِـداكَ ، عرَفْـتَ أمْ لـمْ تَعـرِفِ 2. لمْ أقضِ حَقَّ هَـوَاكَ إنْ كُنـت الَّـذيلمْ أقضِ فيهِ أسىً ، و مِثلـي مَـنْ يَفـي 3. ما لي سوَى روحي ، و بـاذِلُ نَفسِـهِ،في حُبِّ مَـنْ يَهْـوَاهُ ، ليـسَ بمُسـرفِ 4. فلَئِنْ رَضِيـتَ بهـا ، فقـدْ أسعَفْتَنـي،يـا خَيبَـةَ المَسْعـى ، إذا لـمْ تُسْعِـفِ!! 5. يا مانِعي طيـبَ المَنـامِ ، و مانِحـيثـوبَ السِّقـامِ بـهِ و وَجْـدي المُتْـلِـفِ 6. عَطفاً على رمَقي ، و ما أبْقَيْـتَ لـيمِنْ جِسميَ المُضْنـى ، و قلبـي المُدنَـفِ 7. فالوَجْدُ بـاقٍ ، و الوِصـالُ مُماطِلـي،و الصَّبـرُ فـانٍ ، و الِّلقـاءُ مُسَـوِّفـي 8. لمْ أخلُ مِنْ حَسَدٍ عليكَ ، فـلا تُضِـعْسَهَـري بتَشنيـعِ الخَـيـالِ المُـرْجِـفِ 9. و اسألْ نجومَ الَّليلِ : هلْ زارَ الكَـرَىجَفني ، و كيفَ يزورُ مَنْ لـمْ يَعـرِفِ؟؟ 10. لا غَرْوَ إنْ شحَّتْ بغَمْـضِ جُفونهـاعينـي ، و سَحَّـتْ بالدُّمـوعِ الــدُّرَّفِ 11. و بما جَرى في مَوْقِفِ التَّودِيـعِ مِـنْألَـمِ النَّـوَى ، شاهـدت هَـوْلَ المَوْقِـفِ 12. إنْ لمْ يكُنْ وَصْلٌ لدَيـكَ ، فَعِـدْ بـهِأمَلي ، و ماطِلْ إنْ وَعَـدْتَ ، و لا تَفـي 13. فالمَطْلُ مِنكَ لَدَيَّ ، إنْ عـزَّ الوَفـا،يَحْلـو كَوَصْـلٍ مِـنْ حَبيـبٍ مُسْـعِـفِ 14. أهْفُـو لأنفـاسِ النَّسيـمِ ، تَعِـلَّـةً،و لِوَجْـهِ مَـنْ نَقَلَـتْ شَـذاهُ تشـوُّفـي 15. فلعـلَّ نـارَ جَوانـحـي بهُبوبِـهـاأنْ تَنـطَـفـي ، و أوَدُّ أنْ لا تَنـطَـفـي 16. يا أهْلَ وُدِّي !! أنتمُ أمَلـي ، و مَـنْناداكُـمُ يـا أهْــلَ وُدِّي قــدْ كُـفـي 17. عُودوا لِما كُنتـمْ عليـهِ مِـنَ الوَفـا،كَرَمـاً ، فإنِّـي ذلِـكَ الـخِـلُّ الـوَفـي 18. و حياتِكُمْ و حياتِكُمْ ، قسَماً ، و فـيعُمـري ، بغيـرِ حياتِكُـمْ ، لـمْ أحْلِـفِ 19. لوْ أنَّ رُوحي فـي يَـدي و وَهَبْتُهـالِمُبشِّـري بقدومِـكـمْ ، لــمْ أنـصِـفِ 20. لا تحسَبوني ، في الهوى ، مُتَصَنِّعـاً،كَلَفـي بـكـمْ خُـلُـقٌ بغـيـرِ تَكَـلُّـفِ 21. أخفَيـتُ حُبَّكـمُ ، فأخفانـي أسـىً،حتَّى ، لعَمـري ، كِـدتُ عنِّـي أختَفـي 22. و كَتَمْتُـهُ عنِّـي ، فـلـوْ أبدَيْـتُـهُلَوَجَدْتُـهُ أخفـى مِـنَ الَّلطـفِ الخَـفـي 23. و لقدْ أقولُ لِمَـنْ تحَـرّشَ بالهَـوَى:عَرَّضْـتَ نفسـكَ للـبَـلا ، فاستَـهـدِفِ 24. أنـتَ القَتيـلُ بـأيِّ مَـنْ أحْبَبْـتَـهُ،فاخترْ لِنفسِكَ في الهوى ، مَـنْ تصطفـي 25. قُلْ للعَذولِ : أطَلْتَ لَوْمِـي ، طامِعـاًأنَّ المَـلامَ عـنِ الـهـوَى مُستَوقِـفـي 26. دَعْ عَنكَ تَعنيفي ، و ذُقْ طعمَ الهوَى،فـإذا عَشِقـتَ ، فبَعـدَ ذلــكَ عَـنِّـفِ 27. بَرَحَ الخَفَاءُ بِحُبّ مَنْ لوْ ، فِي الدُّجَى،سَفَـرَ الِّلثـامَ ، لقُلـتُ يـا بَـدْرُ اختَـفِ 28. و إنِ اكتَفى غيـري بطَيـفِ خَيالِـهِ،فأنـا الَّــذي ، بوِصَـالِـهِ لا أكْتَـفـي 29. وَقْفـاً عليـهِ مَحبَّتـي ، و لِمِحْنَتـي،بأقـلِّ مِـنْ تَلَفـى بــهِ ، لا أشْتَـفـي 30. و هَواهُ ، و هْوَ أليّتي ، و كَفَـى بـهِقَسَمـاً ، أكــادُ أجِـلُّـهُ كالمُصْـحَـفِ 31. لوْ قالَ تِيهاً : قِفْ على جَمْرِ الغَضـا،لَوَقَـفْـتُ مُمْتَـثِـلاً ، و لــمْ أتَـوَقّـفِ 32. أوْ كانَ مَنْ يَرْضَى ، بخدِّي ، مَوْطِئاً،لَوَضَعْتُـهُ أرْضـاً ، و لــمْ أسْتَنْـكِـفِ 33. لا تُنْكِرُوا شَغَفِي بما يَرْضَـى ، و إنْهُـوَ ، بالوِصَـالِ ، عَلـيَّ لـمْ يَتَعَطَّـفِ 34. غَلَبَ الهوَى ، فأطَعْتُ أمْرَ صَبَابَتـي،مِنْ حَيـثُ فيـهِ عَصَيـتُ نَهْـيَ مُعَنِّفـي 35. مِنِّي لَهُ ذُلُّ الخَضُوعِ ، و منـهُ لـيعِـزُّ المَنُـوعِ ، و قـوَّةُ المُستَضْـعِـفِ 36. ألِفَ الصُّدودَ ، و لي فؤادٌ لمْ يَـزَلْ،مُـذْ كنـتُ ، غيـرَ وِدَادِهِ لــمْ يَـألَـفِ 37. يا ما أُمَيْلَحَ كـلَّ مـا يَرْضَـى بـهِ،و رُضابُـهُ ، يـا مـا أحيـلاهُ بـفـي!! 38. لوْ أسمَعـوا يَعقُـوبَ ذِكْـرَ مَلاحَـةٍفي وَجْهِـهِ ، نَسِـيَ الجَمـالَ اليوسُفـي 39. أوْ لـوْ رَآهُ ، عائِـداً ، أيُّـوبُ فـيسِنَةِ الكَرَى ، قِدَماً ، مـن البَلـوَى شُفـي 40. كـلُّ البُـدورِ ، إذا تجَلَّـى مُقْبِـلاً،تَصْبُـو إليـهِ ، و كــلُّ قَــدٍّ أهْـيَـفِ 41. إنْ قُلتُ : عِندي فيـكَ كـلُّ صَبابـةٍ،قالَ : المَلاحةُ لي ، و كلُّ الحُسـنِ فـي 42. كَمُلَتْ مَحَاسِنُهُ ، فلـوْ أهْـدَى السَّنـاللبَـدرِ ، عِنـدَ تَمامِـهِ ، لـمْ يُخـسَـفِ 43. و علـى تَفَنُّـنِ وَاصِفِيـهِ بِحُسْـنِـهِ،يَفْنَى الزَّمانُ ، و فيـهِ مـا لـمْ يُوْصَـفِ 44. و لقدْ صرَفتُ ، لِحُبِّهِ ، كُلِّي ، علـىيَدِ حُسْنِـهِ ، فحَمِـدْتُ حُسْـنَ تَصَرُّفـي 45. فالعينُ تَهْوَى صورَةَ الحُسْنِ ، الَّتـيروحي بهـا تَصبـو إلـى مَعْنـىً خَفـي 46. أسْعِـدْ أُخَـيَّ ، و غَنَّنـي بحَدِيثِـهِ،و انثُرْ علـى سَمْعـي حِـلاهُ ، و شَنِّـفِ 47. لأرَى بِعَيْـنِ السَّمـعِ شاهِـدَ حُسْنِـهِمعنـىً ، فأتحِفْنـي بـذاكَ ، و شَــرِّفِ 48. يا أخْتَ سَعْدٍ ، مِنْ حَبيبـي ، جئتِنـيبـرسـالـةٍ أدَّيْـتِـهــا بـتَـلَـطُّـفِ 49. فسَمِعْتُ ما لمْ تَسمَعي ، و نَظَرْتُ مـالمْ تَنْظُرِي ، و عَرَفْـتُ مـا لـمْ تَعْرِفـي 50. إنْ زَارَ يوماً ، يا حَشـايَ تَقَطَّعِـي،كَلَفاً بهِ ، أوْ سَـارَ ، يـا عَيْـنُ اذْرِفـي 51. ما للنَّوَى ذَنْبٌ ، و مَنْ أهْوَى مَعِـي،إنْ غَابَ عَنْ إنْسَـانِ عَيْنِـي ، فَهْـوَ فـي
رضـي الله عـن ســلـطـان الـعـاشــقـيـن و أرضـاه
يـتـبـع .... بـإذن الله
|
|
زائر زائر
| موضوع: رد: ابن الفارض سلطان العاشقين الثلاثاء فبراير 23, 2010 4:18 am | |
|
أرَجُ النَّسيمِ
1. أرجُ النَّسيـمِ سـرَى مــنَ الــزَّوراءِ،سَـحَـراً ، فأحْـيـا مَـيِّــتَ الأحْـيَــاءِ 2. أهــدى لـنـا أرواحَ نـجـدٍ عَـرْفـهُ،فالـجَـوُّ مـنــهُ مُعَـنـبَـرُ الأرْجـــاءِ 3. و رَوى أحاديـثَ الأحـبَّـةِ ، مُسـنِـداً،عَــنْ إذخِــرٍ بـأذاخِـرٍ ، و سِـحَــاءِ 4. فسَكِـرْتُ مِـنْ رَيَّـا حَواشـي بُــردِهِ،و سَـرَتْ حُمَيَّـا الـبُـرْءِ فــي أدوائــي 5. يـا راكِـبَ الوَجْنـاءِ ، بُلِّغـتَ المنـى،عُـجْ بالحِمَـى ، إنْ جُــزتَ بالجَـرْعَـاءِ 6. مُتيَمِّـمـاً تـلـعـاتِ وادي ضـــارجٍ،مُتيَامِـنـاً عـــنْ قـاعــةِ الـوَعْـسَـاءِ 7. و إذا وَصَلـتَ أثيـلَ سَـلـعٍ ، فالنَّـقـا،فالرَّقمـتـيـنِ ، فلـعْـلـعٍِ ، فـشـظــاءِ 8. و كـذا عـنْ العلميـنِ مــنْ شرقـيِّـهِ،مِـــلْ عـــادلاً للـحـلّـةِ الفـيْـحـاءِ 9. و اقـرِ السَّـلامَ عُرَيْـبَ ذيَّـاكَ الَّلـوىمِـنْ مُغـرمٍ ، دَنِــفٍ ، كئـيـبٍ ، نــاءِ 10. صبٍّ ، متى قفـلَ الحجيـجُ تصاعـدتْزفــراتــهُ بـتـنـفُّـسِ الـصُّـعــداءِ 11. كَلّـمَ السُّهـادُ جُفـونـهُ ، فتـبـادرتْعـبـراتـهُ ، مـمـزوجــةً بــدِمَــاءِ 12. يا ساكني البطحـاءِ ، هـلْ مـنْ عـودةٍأحيـا بهـا ، يــا ساكـنـي البطـحـاءِ ؟ 13. إنْ ينقضي صَبـري ، فليـسَ بمنقـضٍوَجْـدِي القـديـمُ بـكـمْ ، و لا بُرَحـائـي 14. و لئنْ جفـا الوَسمـيُّ ماحِـلَّ تربكـم،فمدامـعـي تـربـي عـلــى الأنـــواءِ 15. واحسرتي ، ضاعَ الزَّمـانُ ولـمْ أفـزْمنـكـمْ ، أهـيـلَ مـودَّتــي ، بـلـقـاءِ 16. و متـى يؤمِّـلُ راحـةً مـنْ عـمـرهُيومـانِ : يــومُ قـلـىً و يــومُ تـنـاءِ 17. و حياتكمْ ، يا أهْلَ مكَّـةَ ، وهـيَ لـيقسـمٌ ، لـقـدْ كلِـفـتْ بـكـمْ أحشـائـي 18. حُبَّيكُمُ ، في النَّاسِ ، أضْحـى مذهبـي،و هَـوَاكُـمُ دِيـنـي و عَـقـدُ وَلائـــي 19. يا لائمي فـي حُـبِّ مَـنْ مِـنْ أجلـهِقـدْ جَـدَّ بـي وَجْـدِي و عَــزَّ عَـزائـي 20. هلاَّ نهـاكَ نُهـاكَ عـنْ لـومِ امـرئٍ،لــمْ يُـلـفَ غـيـرَ مُـنـعَّـمٍ بـشـقـاءِ 21. لـوْ تـدرِ فيـمَ عذلتـنـي لعذرتـنـي،خفـض علـيـكَ ، و خلِّـنـي و بـلائـي 22. فلنازلـي سـرحِ المربـعِ ، فالشَّـبـيكـةِ ، فالثَّنـيَّـةِ مــنْ شِـعـابِ كَــداءِ 23. و لحاضري البيتِ الحـرامِ ، وعامـريتـلـكَ الخـيـامِ ، و زائــري الحثـمـاءِ 24. و لِفِتيَةِ الحـرمِ المريـعِ ، و جيـرَةِ الْحَــيِّ المنـيـعِ ، تلفُّـتـي و عـنـائـي 25. فهمُ همُ ، صَدُّوا ، دنوا ، وَصَلوا ، جفوا،غدروا ، وافوا ، هجـروا ، رثـوا لضنائـي 26. و هُمْ عياذي ، حيثُ لـمْ تغـنِ الرُّقـي،و هُـمْ مَــلاذي ، إنْ غــدَتْ أعـدائـي 27. و هُـمْ بقلبـي ، إنْ تـنـاءتْ دَارُهــمْعنِّي ، و سُخطي فـي الهـوى و رضائـي 28. و علـى محلِّـي بـيـنَ ظهرانيـهـمِ،بالأخشبيـنِ ، أطــوفُ حَــولَ حِمـائـي 29. و علـى اعتناقـي للرِّفـاقِ ، مُسلِّمـاً،عـنـدَ اسـتـلامِ الـرُّكـنِ ، بـالإيـمـاءِ 30. و تذكُّري أجيـادَ وِرْدِي فـي الضُّحـى،و تهـجُّـدي فــي الَّلـيـلـةِ الَّـلـيـلاءِ 31. و علـى مُقامـي بالمقـامِ ، أقـامَ فـيجسمـي السَّـقـامُ ، ولاتَ حـيـنَ شِـفـاءِ 32. عَمْري ، و لـوْ قلِبَـتْ بطـاحُ مسيلـهِقلُـبـاً ، لِقلـبـي الـــرِّيُّ بالحـصـبـاءِ 33. أسْعِدْ أخـيَّ ، و غنِّنـى بحديـثِ مـنْحــلَّ الأبـاطـحَ ، إنْ رَعَـيـتَ إخـائـي 34. و أعِدْهُ عنـدَ مَسامِعـي ، فالـرُّوحُ ، إنْبَـعُـدَ الـمَــدَى ، تـرتــاحُ لـلأنـبـاءِ 35. و إذا أذى ألــمٍ ألــمَّ بمهـجـتـي،فـشـذا أعيـشـابِ الحـجـازِ دوائـــي 36. أأذادُ عـنْ عَـذبِ الـوُرودِ بـأرضـهِ،و أحَـادُ عنـهُ ، و فــي نـقـاهُ بقـائـي 37. و رُبوعـهُ أرَبـى ، أجَـلْ ، و رَبيعـهُطـرَبـي ،و صَــارِفُ أزمَــةِ الــلّأواءِ 38. و جبالـهُ لـيَ مـربـعٌ ، و رِمَـالـهُلــيَ مـرتـعٌ ، و ظِـلالــهُ أفـيـائـي 39. و ترَابُـهُ نـدِّى الـذَّكـيُّ ، و مــاؤهُوِرْدى الـرَّويُّ ، و فـي ثــرَاهُ ثـرَائـي 40. و شِعابـهُ لــيَ جَـنَّـةٌ ، و قبـابـهُلـيَ جُنَّـةٌ ، و علـى صَـفـاهُ صَفـائـي 41. حيَّـا الحيـا تلـكَ المنـازلَ والرُّبـى،و سَـقــى الـوَلــيُّ مـواطــنَ الآلاءِ 42. و سقى المشاعِرَ و المحصَّبِ ، مِنْ منىً،سَـحًّـا ، و جَــادَ مَـواقِـفَ الأنـضـاءِ 43. و رَعَى الإلهُ بهـا أصيحابـي ، الألـيسَامَـرْتـهُـمْ بـمَـجـامِـعِ الأهْــــواءِ 44. و رَعَى ليالي الخيْفِ ، ما كانتْ سِـوَىحُلـمٍ مَضَـى ، مَــعَ يقـظـةِ الإغـفـاءِ 45. و اهاً على ذاكَ الزَّمانِ ، و مـا حَـوَىطِـيـبُ المَـكـانِ ، بغفـلـةِ الـرُّقـبـاءِ 46. أيَّـامُ أرْتـعُ فـي مَيـادِيـنِ المُـنـى،جَـذِلاً ، و أرْفـلُ فــي ذيــولِ حِـبـاءِ 47. مـا أعجَـبَ الأيَّـامَ ، توجـبُ للفتـىمِنـحـاً ، وتمْحَـنـهُ بسَـلـبِ عَـطــاءِ 48. يا هـلَّ لماضـي عَيشِنـا مِـنْ عَـودَةٍ،يـومـاً و أسْـمَــحَ بَـعــدَهُ ببـقـائـي 49. هيهاتِ ، خابَ السَّعيُ و انفصمتْ عُـرَىحَبْـلِ المُنـى ، و انحَـلَّ عِـقـدُ رَجـائـي 50. و كفـى غرامـاً أنْ أبـيـتَ مُتيَّـمـاً،شـوقـي أمَـامـيَ و القـضـاءُ وَرَائــي
رضـي الله عـن ســلـطـان الـعـاشــقـيـن و أرضـاه
هذه بعض قصائدة فى حب الله
المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم
|
|