الحمد لله
و الصلاة و السلام على خير خلقه
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
أثنى عليهم الله فى كتابه
و أخصهم بالذكر
و وعدهم بخير الجزاء
هؤلاء الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع:
" لا يستطيع أن ينام و يترك القيام "
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) َلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}السجدة
هو متعب و مرهق من العمل طيلة اليوم
و لكنه
اذا ما جاء الثلث الأخير لا يستطيع أن ينام
لا يرتاح و هو على الفراش
لأنه لا يبحث عن راحة الجسد
بل عن راحة القلب و الروح
فهو يجد راحته فى طول القيام
رأسه لا ترتاح إلا حين تسجد على الأرض
عينه لا ترتاح إلا حين تدمع من خشية الله
نفسه لا تطمئن إلا بذكر الله
يقوم فى ظلمة الليل لينير الله وجهه يوم القيامة
يقوم فى ليالى البرد لأنه لا يحتمل حر جهنم
يقوم بالليل ليستغفر من ذنوب النهار
عن ابن مسعود
"أن رجلا أصاب من امرأة قبله
فأتى النبي فأخبره، فأنزل الله تعالى
"وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات"، قال الرجل: يا رسول الله ألي هذا؟ قال: لجميع أمتي كلهم".
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }هود114
هل لك ذنب تريد أن يغفره لك الله ؟
عليك بصلاة الليل تمحو ذنبك
يا من ترجو رحمة الله و مغفرته أين عملك ؟
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9
كم تتعب كثيرا من أجل عمل و مال و دنيا
و الله يقول :
َلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة
أين رغبتك فيما عند الله ؟
أين شوقك للجنة؟
أين حبك لأن تكون مع النبى محمد صلى الله عليه و سلم فى الجنة ؟
لقد وعدهم الله ب " قرة العين " جزاء من الله الكريم
طالبى الدنيا يسعون و يجرون خلف دنياهم
يقضون الليل و النهار سعيا وراء المال و السلطان
و لكن أنت يا طالب الجنة ؟
يا طالب رضا الرحمن ؟
أين أنت ؟
أين أنت فى ثلث الليل الآخير ؟
هل تجافى الجنب ؟
المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم