محمود حامد مشرف
عدد المساهمات : 8 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: إمام التابعين اويس القرني رضي الله عنه وارضاه الأحد يوليو 17, 2011 5:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد امام الزاهدين وسيد المتقين وقائد الغر المحجلين الى جنات النعيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه نبذه عن شخصية يمنية لا يمكن ان يتجاهلها او ينكرها التاريخ الا وهي شخصية سيد التابعين اويس القرني رضي الله عنه وارضاه أويس القَرْنيّ!... مِن خير الزّهّاد!... ُولد في مدينة (قَرْن) إحدى مدن اليمن ، ولذلك لقَّب بالقرنيّ. وقيل : إن سبب لقبه بالقرنيّ ، عائد إلى قومه القُدامى (بني قَرَن(. ومهما يكن من أمرٍ ، فأويس أحد النّسّاك والعبّاد المقدَّمين ، ومن سادات التابعين. دخل الإسلام مع غيره من النّاس الذين دخلوا دين الله أفواجاً. وكانت مهنَته رعاية الإبل ... وهكذا كان يُمضي أيّامه في القفار ، خلف الإبل ، ينتجع الكلأ و المرعى. و كان يعيش مع والدته التي كان يكرمها غاية الإكرام ، ويحترمها احتراماً عجيباً، فلم يفارقها في آخر أيّامها ، إلا للضّرورة القصوى. ولعلّ انصرافه إلى القيام بواجبه تجاهها ، كان الحائلَ بينه و بين لقاء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم . وعندما استأذنها في السّفر للقاء النبيّ صلي الله عليه و آله وسلّم ، أذنت له ، ولكن بشرطٍ هو العودة المباشرة، سواءً وجد الرسولَ صلّى الله عليه وآله وسلّم أم لم يجده. وهكذا كان!. فقد تجهّز أويَس للسّفر لِلُقْيا الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقصَدَه في منزله، ولمّا لم يجده عاد أدراجه ، دون التَّمَكن من مشاهدته. و عندما عاد النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى منزله ، قال لأهل بيته بأنه يجد في البيت نوراً غريباً لا عهد له به، فمَن قَدِم في غيابه؟! ويُقال له : أوُيس القَرنيّ!. فيعرفون أنّه نور أُويسٍ بقيَ في المنزل بعد انصرافه منه. كانت حياة أويسٍ رضي الله عنه مثالاً للبساطة، والزّهد في الدنيا ، والانصراف عن متاعها. وكان ذلك في زمنٍ انهال فيه النّعيم على العرب و المسلمين انهيالاً. فخضعت لهم الدّنيا، ودانت لهم الأقطار، فتنعّموا بأطايب العيش وملذّات النّعيم!. إنّه الزّهد و البساطة و التقشّف ، مقابلَ التّنعّم والجاه العريض والسّلطان!. وأقسم مرّةً بأنّه لا يملك من حطام الدّنيا غير هذا الثّوب المرقّع الرّثّ الخشن ، الذي يرتديه. وعندما كان يأخذ بالكلام واعظاً ، كان ينبعث كلامه كالنّهر الرَّقراق الصَّافي، بعفويَّةٍ وإيمان، فيدخُلُ قلوبَ سامعيه بلا استئذان، فتخشع قلوبهم وجوارحهم ، وتفيض عيونهم بالدّمع، وقد أخذ منهم التّأثّر بما يسمعون، فسيطر عليهم الخشوع، فيسمو بهم أُويس إلى عالمٍ روحانّيٍ تغمره الشفّافيّة و الصّفاء!. لم يكن أويس صحابياً؛ لأنّه لم يلتقِ ـ كما علمنا ـ بالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يصاحبه، ولكنّه كان تابعياً، بل على رأس التّابعين. والتّابعيّ، يلي الصحابيّ ، إنّه الذي أدرك الصّحابة الكرام وأخذ عنهم. وأويس القرني كان من أفضل الزّهاد التابعين، بشهادة الجميع. كيف لا،.. وقد قال النبىّ صلّى الله عليه وآله و سلّم :« خيرُ التّابعين أُوَيس ». كما قال في كرامته عند الله :« أبشِروا برجلٍ من أمتي يقال له أُويس القرني .. فإنّه يشفع لمِثْل ربيعةَ ومُضر!». والتفت الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عمر بن الخطّاب الذي کكان حاضراً يِستمع ، وقال له: « إن أدركتَه فأقرِئْه مني السّلام! ». وعملاً بهذه الوصيّة الشّريفة، طلب عمر بن الخطّاب أويساً القرنّي في الكوفة فما وجده.. ثم عاد وطلبه في موسم الحج ، إذ وقف عمر بين جموع الحجيج صارخاً بأعلى صوته: ـ يا آل نجدٍ ، قوموا !.. فنهضوا.. فسألهم: هل بينكم أحد من قَرْن ؟ فأجابوا: نعم. فأرسل إليهم عمر وسأَلهم عن أويس ، فقالوا له: ـ إنه إنسان مجنون ، يهوى العيش في القفر و الأماكن الموحشة ، يبكي عندما يضحك النّاس و يضحك عندما يبكون. فقال لهم : وَدَدتُ لو رأيته. فأجابوه قائلين: إنه في الصحراء با لقرب من مرعى إبلِنا. فينهش عمر بن الخطّاب بصُحبة الإمام علّيٍ عليه السلام ، يطلبان أويساً.. فوجدا بعد حين رجلاً يصلّي وقد لفَحَت وجهه أشعة الشّمس فصار شديد السُّمرة ، ليس بالطّويل ولا القصير، كثّ الشّعر. وقيل لهما: إنه أُويس. وانتظراه حتّى انتهى من صلاته. فأقبلا عليه مسلّمين عليه.. وعرّفهما بنفسه ، وأراهما علامةً في جنبه الأيسر ، بقعةً بيضاء كالدرهم ، وثانيةً في راحة يده ، بقعةً تُشبه البرص. أقرآه سلام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وعاد حجيج (قَرْن) إلى بلدهم في اليمن ، وقد عرفوا من أمر أويسٍ الكثير الذي كانوا يجتهلون!. لقد کكان أويس بينهم شخصاً مغموراً ، بل موضوعاً للسّخرية منه. إنه مجنون!.. أمّا الآن ، فلا .. إنّه من أولياء الله الصّالحين. فيُقدّرونه ، ويحترمونه ويرى أويسٌ منهم ذلك ، فيهرب إلى الكوفة.
| |
|
محمود حامد مشرف
عدد المساهمات : 8 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: إمام التابعين اويس القرني رضي الله عنه وارضاه الأحد يوليو 17, 2011 5:51 pm | |
| لِنُمعِن النّظر و التأمّل في شخصيّة أويس، كما يراه أهل بلدته ، وانطلاقاً من وصفهم له فَتَراه: إنساناً منسلخاً عن النّاس ، لا يشارکكهم حياتَهمُ الدّنيا ، وقد جُنّ في الله حبّاً ، وذاب إليه شوقاً. فهام على وجهه في الآفاق ، وفي الأرض القَفْر ، حيث لا بَشَرٌ ولا عمران ، وبالتّالي ، فلا حرص ولا أطماع!.. ويَعجب أويس من هؤلاء النّاس ، قِصارِ النّظر، ضعيفي الإيمان: فهولاء جماعةٌ منهم يبكون ، وقد فقدوا عزيزاً لهم وحبيباً ، ويقول أويس في نفسه : تُرى ، ألَمْ يَسمع هؤلاء بقوله تعال(إنّ إلى ربَّكَ الرّجُعى )وبقوله: ( كُلُّ نَفْسٍ ذائقةُ المَوْت)فيضحك من جهلهم. وهؤلاء جماعة ثانية ركنوا إلى الدّنيا و غرورِها ، فخَدَعهم باطلها ، وأصبحوا أسرى شِراكِها وحبائلها ، فضَحِكوا كثيراً، ناسين أو متناسين أنّهم في دارِغرورٍ وزوال، نعيمُها زائل، وصَفْوُها مَحال. فيبكي لهم ، و عليهم ، ويشفق عليهم ممّا يجدون!.. يذكر الرُّواة لقاءً تمَّ بين أُويسٍ القرني وهَرم بن حيَّان ـ من الطبقة الأولى من زهَّاد عصره ـ والملفت للنَّظر، أنَّ الله تبارك و تعالى لم يَقضِ بهذا اللقاء إلاّ بعد جهودٍ مُضْنيةٍ قام بها هرم بن حيّان. يقولون ، بأنّ هرم بن حيّان قصد مدينة قرنٍ باليمن للقاء أويسٍ. ولمّا وصل وَجَده قد غادرها واشتدّ الأسى بهرم بن حيّان، حتّى كاد صدره ينفجر، ووَجَد مرارةً طعمُها كالعلقم!.. لقد أمضى أسابيعَ طوالاً مهاجراً ، من أجل هذا اللقاء.. ورجع هرم إلى مَكَّة يطلبه فيها، فلعل أُوَيساً يجاور حَرَم الله.. وفي مكَّة ، قيل له: إنّ أويساً قد يمّم وجهَه شَطْرَ الكوفة. ويبلع هرم ريقه، فلا يستطيع ، لقد جفّ حَلْقُه ، وملّ من كثرة السّفر ، فقعد يستريح. ولا تطول استراحة هرمٍ. وها هو يستعدّ للسّفر إلى الكوفة ، فلن يَثنيه عن عزمه مانع ، أو يحول دون تنفيذ رغبته حائل!.. ويصل الرّجل الكوفة بعد مَشقّات ، يطلب أويساً فيها. إنّه ضالّته المنشودة، فلا يجده ، وكأنّ الأرض قد انشقّت و ابتلعته ، وظلّ هذا الحال مدّةً ، وهو في أشدّ العذاب. وأخيراً ، يغادر هرم الكوفة إلى البصرة ، فلعلّ وعسى .. وفي الطريق، يشاهد هرم رجلاً يتوضّأ على شاطئ الفرات، ثمّ أخذ يمشّط لحيته. فلمّا اقترب هرم منه ، حيّاه ، فردّ عليه الرّجل: ـ وعليك السلام، ورحمة الله وبركاته ، يا هرم بن حيّان!.. ويصيح هرم: وكيف عَرَفَت بأنني هرم؟!.. فيجيبه : إن روحي هيَ التي عرفت روحك ، فالأرواح جُنْد مجنَّدة. ما تعارف منها ائتلف ، وما تنافر منها اختلف ـ كما يقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. ويعرف هرم بأنّه وقع على ضالّته المنشودة ، وقد لقيَ صاحبَه بعد عناءٍ شديدٍ ، وصبرٍ طويل.. فيُلقي بنفسه عليه مسلّماً، وكأنّه قد وقع على كنزٍ ثمين!. ويطلب هرم من صاحبه أن يَعِظه. فيبادر أويس: والله ، إنّ خير الكلام وأصدقه وأحكَمَه ، هو كلام الله. ثمّ تلا ( من سورة الدّخان ): بِسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ . (وَمَا خَلَقنَا السَّماواتِ والأرضَ وَمَا بينَهُمَا لاَعِبين * مَا خَلَقنَاهُمَا إلاَّ بِالحَقِّ ولكِنَّ أكثَرَهُم لاَ ََيَعلَمُون * إنَّ يَومَ الفَصلِ مِيقَاتُهُم أجمَعِين َ* يَومَ لاَ يُغنِي مَولىً عَن مولىً شيئاً وَلاَ هُم يُنصَرونَ * إلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ إنّهُ هُوَ العزيزُ الرّحيم) . ثمّ شهق أويس شهقةً ، قال عنها هرم : لقد خِلتُ واللهِ أنّ فيها نَفْسَه ( أي : حَسِبتُ أنّه مات ). وأفاق بعد قليل، وأجال عينَيه في هرم، و أخذ ينصحه و يعظه: « إنّ موعظةً ، تنطق بها هذه الآيات الشّريفة ، لَجديرٌ بالنّاس أن يترکكوا من أجلها الدّنيا وما فيها ».. ويذكر أويسٌ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو أشرف الخلق أجمعين ، وقد التحق بعالم الملكوت الأعلى ، ومن قَبلِه خليلُ الله إبراهيم عليه السلام ، وقبلَهما أبو البشر آدم عليه السلام. فالدّنيا ممرّ لا مقرّ، ودارُ زوالٍ وفناء، إلى دار خُلْدٍ وبقاء، فلا ركونَ إليها، ولا وثوق بها، ولا اغترار!... ويوصيه باتّباع الجماعة.. فيدُ الله مع الجماعة ، ثمّ يردف متابعاً: « إجعل الموتَ نُصْبَ عينَيك ، ولا تنظُرنّ إلى صِغَر المعصية ، بل إلى عظمةِ مَن عصيتَه! ».
عدل سابقا من قبل محمود حامد في الأحد يوليو 17, 2011 6:04 pm عدل 1 مرات | |
|
محمود حامد مشرف
عدد المساهمات : 8 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: رد: إمام التابعين اويس القرني رضي الله عنه وارضاه الأحد يوليو 17, 2011 5:53 pm | |
| وهكذا كان أويس القرنيّ مثالاً فريداً للزهد والقناعة، في زمنٍ قلّ فيه الزّاهدون، وكثر فيه الطّامعون. ، يفعل دون تبجّح، بل دون كلام ، فمَن طلب الله هان عليه النّاس جميعاً، إنّه مثال قائم بذاته!... فتذكَّروا يا أُولي الأباب! ولكنّ أويساً رضي الله عنه ، توّج هذه المواقف الفرديّة، والمجاهدات الذاتيّة، بموقفٍ إيجابي رائعٍ حاسمٍ وقد بان له الحقّ كالشّمس السّاطعة لا تَخفى على ذي عينَين!.. فما أن اندلعت موقعة صفّين، حتّى أسرع أويس إلى الحقّ، متجلّياً بالإمام عليّ عليه السلام وأتْباعه، ينصره، لا بقلبه ولسانه فحسب، بل بيده أيضاً، وبكلّ ما آتاه الله من قوّة. ولنتأمّل هذا الموقفَ البطولي الشجاع، يرويه أحد أصحاب الإمام عليه السلام المقرّبين: عن الأصبغ بن نباتة، قال: « كنّا مع عليّ عليه السلام بصفّين، فبايعه تسعةٌ وتسعون رجلاً. ثمّ قال: إين تمام المائة ؟ لقد عَهِد إليّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أن يبايعني في هذا اليوم مائةُ رجل إذ جاء رجل عليه قِباء صوفٍ ( يشبه المعطف )، متقلّداً بسيفين، فقال: ـ أُبسط يدَك أبايعْك. فقال الامام عليٌّ عليه السلام علامَ تُبايعني ؟ فقال على بذلِ مهجتي دونك ! فبايعه. وكرّ أويس القرني على جند الباطل، وحعيب الشّيطان، يضرب فيهم بالسّيفين .. وقد تحوّل ذلك الزَّاهد، البسيط في حياته، إلى أسَدٍ هصورٍ يُحامي عن عرينه !.. لقد غضب لله ولرسوله، وللإسلام، فارتوت شَفُرتا سيفَيه من دماء الأعداء. وما زال يقاتل، رضوان الله عليه، بين يدَيِ الإمام ، حتى خرّ صريعاً شهيداً. وهكذا توّج حياته الشّريفه بتاج السّعادة والشّهادة !.. وحمله أصحابه، والدماء تنزف من أربعين جرحاً، بجسمه الشّريف الطّاهر. وتقدّم الإمام عليّ عليه السلام فصلي عليه، ولَحَده بيده الشّريفة، وترحّم عليه وقد خَنَقته العبرة. وهكذا التحق سيد التّابعين، وأمير الزّهاد، وقدوة العُبّاد، أويس القرني، برَكْب الجهاد حتّى الشهادة ( وَفَضَّل اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدينَ أَجْرَاً عظِيماً ).صدق الله العليّ العظيم وقد تغلب أويس على الدنيا والشيطان, كما جاء في كتاب "حياة الصالحين", لعبدالمنعم قنديل, وعاش في كنف الله, صفيًا نقيًا خاليًا من كل شائبة, مطهرًا من كل دنس, عاليًا على كل دنية, محلقًا بروحه في ملكوت السموات والأرض, وحسبه مرتبة عالية بين الصديقين والأبرار أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بأنه من أهل الجنة, وقال لأصحابه اذا رأيتموه فاسألوه أن يستغفر لكم, ووصف النبي علامات أويس القرني حتى لا يلتبس على الناس أمره. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: يخلق الحق تعالى سبعين ألف ملاك يوم القيامة على شاكلة أويس, كي يحمل اويس بينهم على الحضرة, ويذهب الى الجنة, فلا يعرف شخص قط الا ما شاء الله أيهم أويس? لأنه كما كان يعبد الحق في الدنيا تحت قبة التواري, وكان يعزل نفسه عن الخلق, يبقى في الآخرة أيضًا محفوظًا عن أعين الأغيار. أما كيف جاء ذكر أويس القرني على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم, مع أنهما لم يلتقيا قط, فلأن "أويس" كانت له أم عجوز مريضة يبرها ويرعاها, ولم يتركها قط, ولم يبرح اليمن, حتى انتقل الرسول الى الرفيق الأعلى, ولكنه وقد أجرى الله الالهام والحكمة على لسانه, فقد أعلمه الله بحقيقة هذا العابد وبمكانته عنده. ثم وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحباب الله فقال: يا أبا هريرة, ان الله يحب من خلقه الأصفياء الأبرياء: الشعثة رؤوسهم, المغبرة وجوههم, الخمصة بطونهم الا من عيبب الحلال, الذين اذا غابوا لم يفتقدوا, وان حضروا لم يدعوا, وان طلعوا لم يفرح بطلعتهم, وان مرضوا لم يعادوا, وان ماتوا لم يشهدوا. قالوا: يا رسول الله: كيف لنا برجل منهم? قال: ذاك أويس القرني, قالوا: وما أويس القرني?: قال: معتدل القامة, أدم شديد الأدمة, ضارب بذقنه على صدره, متزر بازار صوف ورداء صوف, مجهول في أهل الأرض معروف في السماء, لو أقسم على الله لأبر قسمه, ألا وان تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء, ألا وانه اذا كان يوم القيامة, قيل للعباد: ادخلوا الجنة, وقيل لأويس قف فاشفع, فيشفعه الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومضر. عدد شعر الأغنام وقال سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم, كما ورد في كتاب "تذكرة الأولياء", لفريد الدين العطار النيسابوري: في أمتي رجل سيشفع لعدد يساوي عدد شعر أغنام ربيعة ومضر يوم القيامة, وكما يقال: لم يكن لأي قبيلة في العرب مثل عدد الأغنام التي كانت لهاتين القبيلتين. فقال الصحابة: من يكون هذا? قال: عبد من عبيد الله. فقالوا: كلنا عبيد ما اسمه? قال: أويس, قالوا: أين يكون? قال: "بقرن", قالوا أهو قد رآك? قال: لم يرني بالعين الظاهرة بعد, فقالوا: يا للعجب, أيكون عاشقًا لك هكذا, ولم يسرع الى خدمتك بعد? قال: لسببين: أولهما: غلبة الحال, والآخر: تعظيم شريعتي, فان أمه عاجزة, مؤمنة, ضريرة, مقعدة. وفي النهار يعمل أويس بالرعي, وينفق أجره على حوائجه وعلى أمه, قالوا: أتراه? فقال للصديق: لن تراه في عهدك, لكنه قال للفاروق والمرتضي (رضي الله عنهما) أنتما سوف تريانه. وهو رجل غزير الشعر, وعلى جانبه الأيسر وكف يده بياض بحجم درهم, وهو ليس بياض برص. وعندما تلقياه, أبلغاه سلامي, وقولا له: أدع لأمتي. وقال سيد الأنبياء عليهم السلام: "أحب العباد الى الله الأتقياء الأخفياء". فقال البعض: يا رسول الله, لا نجد هذا بيننا. فقال صلى الله عليه وسلم: انه راع في اليمن يقال له أويس, اتبعوه. ويقول الربيع بن خثيم: ذهبت لأرى أويس, وكان يصلي الفجر, وعندما فرغ, قلت: أصبر حتى ينتهي من التسبيح, فأبطات, فلم ينهض من مكانه حتى أدي صلاة الظهر والعصر, والخلاصة أنه لم يفرغ من الصلاة ثلاثة أيام بلياليها, ولم يأكل أو ينم قط (خلالها) وفي الليلة الرابعة كنت أنصت اليه, وحدث أن غلبه النوم فناجى الحق في الحال, وقال: يا الهي, أعوذ بك من عين كثيرة النوم وبطن نهمة. فقلت: يكفيني هذا ولم أزعجه وعدت. ومن ضمن ما روي عن أويس القرني أنه لم ينم الليل أبدًا طوال عمره, فكان يقول في ليلة: هذه ليلة القيام, ويقول في الأخرى: هذه ليلة الركوع, وفي ليلة تالية: هذه ليلة السجود. فكان يمضي ليلة في القيام, وليلة في الركوع, وليلة في السجود. قالوا: يا أويس, كيف تستطيع أن تمضي ليلة بهذا الطول على حال واحد. فقال: اننا لم نكد نقل سبحان ربي الأعلى مرة واحدة في السجود حتى ينبلج النهار, والتسبيح ثلاث مرات سُنة. انني أفعل هذا لأنني أريد أن أتعبد مثل أهل السماء. فبرغم أنه لم ير سيد الأنبياء في الظاهر, الا أنه كان يتلقى التربية منه, فكانت ترعاه النبوة. وفي الحقيقة كان ملازمًا لها, وهذا هو المقام العظيم العالي. فمن يرسل الى هناك? ولمن تؤول هذه العظمة? (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (سورة المائدة: الآية 54).
| |
|
صاحب السماحة صاحب الموقع
عدد المساهمات : 265 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/04/2009 العمر : 47 الموقع : www.nourelsba7.yoo7.com
| موضوع: رد: إمام التابعين اويس القرني رضي الله عنه وارضاه الإثنين يوليو 18, 2011 12:40 am | |
| الله اكبر كم احب سيدى اويس القرنى و اعشقة ولكن يوجد بقية كثيرة لابد ان تكتبها عنه ابحث تفز ان شاء الله سوف يفتحها الله عليك ولا تمل و كن هادىء البال لا تدع مجال للشيطان ان يدخل فأبشرك بخير عن قريب
و فقكم الله ورعاكم
صاحب السماحة | |
|
محمد مصطفى عضــــــو
عدد المساهمات : 3 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
| موضوع: رد: إمام التابعين اويس القرني رضي الله عنه وارضاه السبت أغسطس 06, 2011 10:09 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إين تمام المائة
و فقكم الله | |
|
تلحائل عضــــــو
عدد المساهمات : 19 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/05/2012
| موضوع: رد: إمام التابعين اويس القرني رضي الله عنه وارضاه الأربعاء مايو 30, 2012 10:39 am | |
| مشكورررررررررررررررررررررر علي الموضوع | |
|