???? زائر
| موضوع: ليل العابدات نور الإثنين يوليو 04, 2011 1:24 pm | |
| " الحمد الله الذي جعل من النساء عابدات يمحو بهن عار العاصيات وأصلي و أسلم على النبي محمد الذي يصلى عليه في الحياة و بعد الممات صلى الله عليه و على آله و صحبه عدد ما في الأرض و السماء من كائنات أما بعد :
فلله قوم أخلصوا في حبه =فاختصهم و رضى بهم خداما قوم اذا هجم الظلام عليهم =قاموا فكانوا سجدا و قياما يتلذذون بذكره في ليلهم و =نهارهم لا يفترون صياما فسيفرحون بورد حوض محمد =و سيسكنون من الجنان خياما و تقر أعينهم بما أخفي لهم و= سيسمعون من الجليل سلاما عابدات ألقين بأنفسهن في الدجى على باب الذل و الافتقار للعزيز الغفار و لسان حالهن يقول: الهي كم لك سواي و ما لي سواك عبيدك سواي كثير و ليس لي سيد سواك فبفقري اليك و غناك عني و بقوتك و ضعفي و بغزك و ذلي الا رحمتني و عفوت عني هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك أسألك مسألة المسكين و أبتهل اليك ابتهال الخاضع الذليل و أدعوك دعاء الخائف الضرير سؤال من خضعت لك رقبته و رغم لك أنفه و فاضت لك عينه و ذل لك قلبه اللهم لا تعذب نفسا قد عذبها الخوف منك و لا تخرس لسانا كل ما يروي عنك و لا تقذ بصرا طالما بكى من مخافتك و لا تخيب رجاء هو معلق بك و لا تحرق بالنار وجها سجد لعظمتك و لا تعذب بالنار بنانا كتب في طاعتك و لا لسانا دل الناس على شريعتك هؤلاء قوم مالت بهن ريح السحر ميل الشجرة بالأغصان فهز منهن الخوف أفنان القلوب فانتثرت الأفنان فاللسان يتضرع و العين تدمع و الوقت بستان خلوتهن بالحبيب تشغلهن عن نعم و نعمان سورهن أساورهن و الخشوع تيجان خضوعهن حلاهن فما در و لا مرجان
قال رجل لابراهيم بن أدهم رحمه الله : اني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء فقال: لا تعصه بالنهار و هو يقيمك بين يديه في الليل فان وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف العاصي لا يستحق ذلك الشرف
و قد قال الشيخ أبى القعقاع في كتابه كيف تتحمس لقيام الليل : لقد سطر لنا نساء السلف الكرام صورا مشرقة و نماذج متألقة من الاجتهاد في قيام الليل لمناجاة الرحمن و التشمير عن ساعد الجد في طاعة اللطيف المنان و من هؤلاء
* الأمة الصالحة زجلة رحمها الله فقد كانت على قدر كبير من الاجتهاد في العبادة و الطاعة فكلمها بعضهم أن ترفق بنفسها فقالت لهم: ما لي و للرفق بها فانما هي أيام مبادرة فمن فاته شيء اليوم لم يدركه غدا و الله يا اخواتاه لأصلين ما أقلتني جوارحي و لأصومن له أيام حياتي و لأبكين له ما حمل الماء عيني ثم قالت أيكم يأمر عبده بأمر فيحب أن يقصر فيه ؟
*و الأمة الصالحة لبابة رحمها الله :فقد كانت شديدة الاجتهاد في العبادة و الصلاة و القيام و المنجاة حتى أنها كانت تقول :ما زلت مجتهدة في العبادة حتى صرت أستروح بها و اذا تعبت من لقاء الخلق آنسني بذكره و اذا أعياني الخلق روحني التفرغ لعبادة الله عز و جل و القيام الى خدمته
*و أما جارية خالد الوارق رحمها الله فقد كانت ذات همة علية يعجز عنها أكثر الرجال فاسمع لسيدها خالد الوراق و هو يقول :كانت لي جارية شديدةا لاجتهاد فدخلت عليها يوما فاخبرتها برفق الله و قبوله يسير العمل فبكت ثم قالت :يا خالد اني لأؤمل من الله تعالى أمالا لو حملتها الجبال لأشفقت من حملها كما ضعفت عن حمل الأمانة و اني لأعلم أن في كرم الله مستغاثا لكل مذنب و لكن كيف لي بحسرة السباق ؟ فقلت و ما حسرة السباق ؟ فقالت غداة الحشر اذا بغثر ما في القبور و ركب الأبرار نجائب الأعمال فاستبقوا الى الصراط و عزة سيدي لا يسبق مقصر مجتهدا أبدا و لو حبا المجد حبوا أم كيف لي بموت الحزن الكمد اذا رايت القوم يتراكضون و قد رفعت أعلام المحسنبن و جاز الصراط المشتاقون و وصل الى الله المحبون و خلفت مع المسيئين؟ثم بكت و انتحبت
هذه النماذج نقلا من كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي الجزء الرابع |
|