زائر زائر
| موضوع: حقيقة معنى الوصول السبت أبريل 09, 2011 5:51 am | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى وسلم وبارك على الحبيب الاعظم والشفيع الاكرم
سيدنا محمد الرسول النبى الامى وعلى آله الطيبين الطاهرين
وصحبه الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا
حقيقة معنى الوصول
قال القطب الفرد الغوث الجامع سيدي و مولاي الشريف إبراهيم صالح الحسيني رضي الله عنه وأرضاه
يقول الله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" العنكبوت الآية:69.
إن الوصول اصطلاح صوفي معناه: انكشاف سر المعرفة للعبد, بحيث تزول الحواجز المانعة من المشاهدة، وليس الوصول إلى الحق تعالى يعني الوصول إلى الذات وجوداً، ولكنه كما قلنا وصول شهودي يعرفه من ذاقه (اللهم أطعمنا إياه).
ومعناه الوصول إلى مطالعة آثار الأسماء والصفات في الكون بأسره مع نفوذ البصيرة إلى الحق تعالى (في كل شيء وبكل شيء) بمعنى أنه يراه متصرفاً في كل شيء وبه قام كل شيء، وعلامة صحة وصول الواصل عدم نبذه الأعمال والموازين الشرعية التي هي الكتاب والسُّنة والحال المحمدي الذي يرثه أهل الله تعالى.
ومن هنا يظهر لك بعض ما يقوله بعض الناكبين عن طريق الاستقامة، من أنهم وصلوا مقاماً تسقط عنهم فيه التكاليف، ويسمون المجدين في الأعمال من إخوانهم محجوبين وليس الحجاب إلا ما هم فيه, فإنه حجاب غليظ يحول بين من أبتلى به وبين رضى مولاه ويحجبه عن رؤيته يوم القيامة.
السـير إلى الله تعالى بالتخلية والتحليـة
و في كلام يُكتب بماء الذهب من درر القطب الفرد الغوث الجامع مولانا الشريف إبراهيم صالح الحسيني رضي الله عنه و عنا به يقول:
إن سير المسلم الراغب في الوصول إلى الله تعالي يعتمد على الالتزام الصارم بتعاليم الإسلام حسبما يوجهه الشيخ المرشد الذي هو القائد الروحي ويرعاه بعنايته في تنقله في مقامات العبودية، وأول ما يبدأ به الشيخ مع الراغب في الوصول إلى الله تعالى تصحيح الإيمان، ثم تصحيح العمل، ثم معرفة حقيقة مقامات اليقين التي هي الإسلام والإيمان والإحسان بجميع ما يتفرع منها من أمهات المنازل التسعة وهي:
أولاً- التوبة: وهي من مقام الإسلام، قال تعالى :"وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" النور31
ثانيًا- حقيقة التوبة: هي التوبة من التوبة بالتجرد من رؤيتها – "وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".
ثالثاً- الاستقامة: وحقيقة الاستقامة إحكام مقام التأسي والإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال والأحوال "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"هود الآيات 112- 115.
رابعاً- التقوى: من مقام الإيمان التقوى قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" آل عمران :102- وهي أن تجعل بينك وبين ما يقطع عن الله تعالى وقاية من الأعمال الصالحة وحقيقتها عدم خطور السِّوى علي القلب استغراقاً في الله عزّ ذكره ثمّ الغيبة بالكلية في حضرته عزّ وجلّ، عن الانشغال بغيره قال تعالى"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ" لقمان 30
خامساً- الصدق: وهو نسبة الفعل إلى فاعله الحقيقي وحقيقته إفراد الوجهة إلي الله تعالي قال تعالى" وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" لقمان 22 وقال:"كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" القصص 88 .
سادسًا -الإخلاص: وهو إخلاص العمل لله وحده وحقيقته أن ترد الأمانة إلي أهلها بأن ترى كل الأعمال من الله وإلى الله – ولا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ – "بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا"هود 41 – لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ له الملك وله الحمد "أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ" الشورى 53.
سابعاً- شهود القيومية الربانية: "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" البقرة 255، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن – وبشهود قيومية الحق تعالى على جميع الأشياء تحصل للعبد الطمأنينة وحقيقتها: أن لا يتمني زوال ما كان أو وجود ما لم يكن "إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" النحل 74– " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" الأنبياء 23 "أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ" الرعد 33.
ثامناً- شهود المعية الإلهية: شهوداً يبدأ بالمراقبة وينتهي بالمشاهدة وحقيقة المراقبة تعلق القلب بالله دائماً ، قال تعالى "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" الحديد آية4، وقال تعالى:" مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا"المجادلة 7.
وقال أيضاً :" إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" الفجر14 وقال عزّ وجلّ:"وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ" يونس 61، وقال عزّ من قائل:"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" ق 16.
وقال أيضاً:"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ" الواقعة 85. وقال:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"البقرة 186.
وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ)، وقال تعالى :"وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ"الأنفال الآية 24.
وأما حقيقة المشاهدة فهي مشاهدة وجود الحق وحده بفناء جميع الأغيار بسطوع ما للحقيقة من أنوار .
وعنه عليه الصلاة والسلامالإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ).
تاسعاً- منـزل المعرفة بالله: قال الله تعالى:"هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" الحديد3 وقال عزّ وجلّ:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" الشورى 11.
وهذه المقامات كلها تبدأ أحوالاً ثمّ تصير مقامات بعد الرسوخ فيها – ويجب البدء بالتعليم في سلوكها- كما في قول الله تعالى:"فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ" محمد الآية 19.
من كتاب الكافي ......
|
|