بسم الله الرحمن الرحيم
أنْ تجرّب حلاوة الرضا هو ان تمنح نفسك جرعة مجانية من البهجة والسرور
إن الرضا نعمة ربَّانية روحية عظيمة، لا ينالها إلا المؤمن الذي آمن بربه، ورضي عنه، ووثق به وبرحمته وعدله وفرجه، وأدام الإتصال به وعبادته وطاعته، وتجنب إغضابه وعصيانه
وصدق المولى سبحانه إذ يقول: (وَمَن يُؤمِن باللهِ يَهدِ قَلبَهُ واللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَليمٌ) (التغابن/ 11).
والقناعة هي طريق الرضا، إنها كنز لا يفنى
ولو تدبر الإنسان حال الدنيا، وتأمل حال مَنْ امتلكوا الدنيا وذهبوا وفنوا جميعاً.. لعاش قانعاً مرتاح البدن والروح
:::::::::::::::
الإحساس بالرضا يمكن ان يكتنف كل جوانب الحياة. قد تشعر بالرضا لأن جارك سارع لنجدتك حين تعطلت السيارة بلا سبب واضح.
وقد تشكر الخالق حين تمتع عينك بالنظر الى شجرة كرز مثقلة بالزهر
وليست تلك الاحداث المتفرقة هي المصدر الوحيد للرضا.
فالذكرى المتصلة لأوجه النعمة في حياتك عنصر فعال في النجاه من الهم والكدر.
الامور التي تعتبرها عادية هي في الواقع امور فوق العادة كأن تكون رب اسرة وأن يكون لك بيت وأن تتمتع بصحة طيبة. التفكير في النعمة يشعرك بأنك موصول ومكفول بالحماية.
كما ان الاحساس بالرضا يجذب انتباهك لما بين يديك ويبعدك عن التفكير فيما هو بعيد المنال.
والجدير بالذكر هو ان الدراسات اكدت ان الذكريات المؤلمة في حياة الافراد تتراجع كلما تعود الفرد على حلاوة الرضا.
وليس معنى هذا اننا ننسى التجارب المؤلمة. ولكن الذكرى تنكمش وتتباعد وحين تحضرك تخف وطأة الالم المصاحب لها .
:::::::::::::::
الرضا علاج لهموم الحياة
كلنا نمر بفترات نشعر فيها بهبوط في المعنويات وتراجع في الثقة بالنفس عنها من دون مبرر واضح او مفهوم، ومن دون وجود لمشكلة حقيقية تواجهنا لتكون سببا منطقيا لهذه المشاعر السلبية، وليس من تغير مزعج في حياتنا لنحمله المسؤولية و سبب ذلك هو عدم الرضا، ذلك أن الإنسان في حياته تواجهه المشقة والعنت والمعاناة، وذلك واضح في قوله تعالى:
(لَقَد خَلَقنا الإنسانَ في كَبَد) (البلد/ 4)
أي في معاناة، والإنسان بطبعه لديه تطلعات دائمة، وطموحات طائلة، وأحلام هائلة.
فقد يحصل الإنسان على ما يريد، وهنالك لا يقنع، بل يطلب المزيد والمزيد
وحتى لو حصل الإنسان على ما يريد فإنه- إذا لم يرزق نعمة الرضا- يرى أن الذي حصل عليه أقل كما ونوعاً مما كان يعيش في همٍّ، بسبب خوفه من زوال تلك النعم التي منحها الله إيّاه
ومن ثم رأى أهل الحكمة أن متاع الدنيا مهما زاد فهو متاع مؤقت زائل لا محالة، ومن هنا كان الدعاء المأثور: "اللهم عرفنا نعمك بدوامها لا عيبوالها".
:::::::::::::::
همسة
الرضا بوابة مجانية لدعيب حالة اكتمال وانسجام.
ومن المؤكد انها حالة تفتح ابوابا جديدة للتواصل مع الاخر.
امنح نفسك الطيبة فرصة.
أدى واجباتك المهملة وقم بالأشياء التى تستمع بها وتجيدها
استعد ذكرى انجازاتك قبل ان ترد بأن لا انجازات حقيقية لديك، تذكر اننا هنا لا نتحدث عن تسلق قمة افريست، وكلا منا لديه قائمة طويلة بالانجازات التي حققها في حياته حتى لو كانت اشياء بسيطة
ارصد تلك الاشياء الصغيرة في حياتك التي تمنحك احساسا بأن الحياة حلوة.
اكتب رسالة لشخص ما، قريب او صديق، واشكره على لفتة او مجاملة فاتك ان تشكره عليها من قبل.
اذا صادفك عابر سبيل الق عليه بتحية يكافئك بابتسامة.
" اللهم ارزقنا الرضا والقناعة وارضى عنا برحمتك يا أرحم الراحمين "