ضع يدك على رأس المريض ، واقرأ آيات الرقية بترتيل وحضور قلب ، بصوت مسموع وذلك أن المريض يطمئن وهو يسمع آيات الله تتلى عليه ولا يشك بأنك تتمتم بأدعية شركية ، وأيضاً يتعلم المريض كيف يرقي نفسه .
النية في الرقية
إن حضور القلب وحسن القصد وصلاح النية من أهم الأمور في الرقية ، يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّمَا لِكُلّ امرىءٍ مَا نَوَى" ، وقيل النية هى القصد والعزم على فعل الشىء، ومحلها القلب، لا تعلق لها باللسان أصلاً ، فهي الإرادة السابقة للعمل اللاحق ، والرقية تكون بنية أن يمن الله سبحانه وتعالى على المريض بالراحة والطمأنينة والشفاء ، وتندرج تحت هذه النية :
الرقية بنية التحصين .
الرقية بنية إبطال السحر .
الرقية بنية حرق وتعذيب الشيطان .
الرقية بنية جذب وإحضار الشيطان .
الرقية بنية طرد وإبعاد الشيطان .
الرقية بنية صرف العين .
وينبغي على المعالج أن لا يقرأ بنية الجذب والإحضار إلا في حالة الكشف عن وجود المس أو لمخاطبة الشيطان عند الحاجة لذلك ، أو لجذب الجن الخارجي ، أو لجذب الشيطان في جسد المريض ثم صرفه بالكامل في بعض الحالات ، والسبب في المنع من القراءة بنية الجذب والإحضار حتى لا يتعب المريض بعد الرقية وذلك لظهور التلبس على طبعة وتصرفاته ولكن يمكن القراءة بنية الجذب والإحضار في بداية الرقية وفي آخر القراءة يقرأ الراقي بنية الطرد والإبعاد والتحصين ولا يترك المريض حتى يتأكد من انصراف الجني بالكامل .
القراءة بنية التعذيب والحرق تنفع كثيراً في القراءات الفردية المطولة ، ولكن ليس على كل مصاب ، فينبغي أن لا يقرأ على المريض بهذه النية إذا لم تتوفر فيه الاعتبارات التالية:
أخذ المعطيات عن الحالة ومدى تفلت الشيطان على المصاب ومعرفة سبب الاقتران .
ينبغي أن تكون مدة القراءة طويلة " ثلاث ساعات أو نحوها" .
مواصلة المريض على الرقية ( معدل ثلاث جلسات في الأسبوع ).
تحمل المريض التعب وقت الرقية وبعدها .
لا يكون المريض كبير السن .
لا تكون المريضة امرأة حامل .
لا يكون التلبس قديم جداً أو كان بسبب السحر أو العين. حيث أن إبطال السحر وصرف العين مقدم على حرق الجني .
لا تُسبب استثارة الجني مفسدة راجحة تضر بالمريض في بدنه أو سمعته وقت الرقية أو بعدها ، أو تؤدي إلى نفور المريض من الرقية .
وأنت تقرأ على المصاب تحصل حالة من ثلاث حالات :
الحالة الأولى :
يشعر المريض بأعراض منها :
تثاؤب شديد وبكثرة .
خفقان في القلب .
قعقعة في البطن .
صفير في الأذن .
غثيان ، أو تقيؤ.
يتصبب جسده عرقا .
يشعر بنعاس أو ينام .
ضيق شديد في الصدر.
شهيق وزفير عالٍ جدا .
تتصلب أطرافه أو بعضها .
يشعر ببرودة في الأطراف .
صداع أو دوران في الرأس.
يتخدر جسمه أو أحد أعضاءه .
يحصل للمصاب اغمائة خفيفة .
يشعر بمثل الكرة الصغيرة عند البلعوم .
يبكي المريض وقت القراءة دون سبب .
الشعور بالغضب وانتفاخ الأوداج .
يشعر بحرارة شديدة تخرج من يد الراقي .
يشعر بمثل الفأرة أو العصفور يتحرك داخل جسده .
تنميل أو دبيب مثل دبيب النمل .
وإني لتَعْرُوني لذِكراكِ روعة لها بين جِلْدِي والعظام دبيبُ
وربما يحضر الشيطان على المصروع حضوراً جزئيا بحيث يضعف إدراكه وسمعه حتى لا يتأثر من الرقية ومن ثم لا يفتضح أمره ، ويمكن معرفة هذا الحضور بالسكون والهدوء الزائد على المريض وطأطأة رأسه في الغالب ، فينبغي على المعالج أن يكون قوي الملاحظة وأن يتأكد من أن المريض في كامل وعيه وهذا أمر سهل بالنسبة للرجال وذلك بالنظر في عيني المريض.
ومن المحتمل أن تجد المريض يضحك دون سبب وإذا ما سألته لماذا تضحك ؟ يقول لك، تذكرت نكتة أو بعض المواقف المضحكة وقت الرقية ؛ أو يقول إني أضحك رغم أنفي وهذا أغلبه بسبب الشياطين .
يشعر المريض ببعض هذه الأعراض وهو مازال في وعيه ، في هذه الحالة تطلب من المريض أن يقراء سورة البقرة كل يوم مرة أو يستمع لها إذا كان لا يجيد القراءة، ويشرب من ماء الرقية ويدهن بالزيت وبعد أسبوع يرجع للقراءة عليه مرة أخرى.
بعد القراءة واستخدام الزيت لمدة شهر أو نحوه يحصل للمصاب ما يلي :
لا يتغير المرض : إذا كانت الحالة سليمة طبيا ، فلا بأس أن يواصل القراءة حتى يأذن الله له بالشفاء ، أما إن كانت حالة المريض لم تعرض على الأطباء ، فينبغي أن يعرض المريض نفسه على الطبيب المختص ، جاء عند أبي داودْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قَعَدْتُ فَجَاءَ الأَعْرَابُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَدَاوَى فَقَالَ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ.
يخف المرض : عندما يخف المرض في بداية العلاج غالبا ما يكون سبب المرض العين، لان حُـالة العين تستجيب للعلاج في الغالب بسرعة ( ما لم تكن العين سمية مصحوبة بجن ). أو يكون سبب البلاء مرض عارض رفعه الله ببركة القرآن ، والاحتمال الأخير هو وجود اقتران قد كبته الله أو صرفه الله بقوته وجبروته .
يزود المرض : زيادة المرض تصاحبها زيادة في الأعراض وقت القراءة في الغالب ، وزيادة في أعراض الاقتران ، وفي هذه الزيادة دليل على اقتران الشيطان ، لأن الشيطان الصارع لا يريد المصاب أن يرجع للقراءة مرة أخرى وتكون هذه الزيادة بسبب تحرك السحر .
يتنقل المرض : بمعنى أن المصاب يشتكي من صداعً في رأسه ،أو نسياناً ، أو تخيلاً ، ثم يتنقل المرض بعد عدة أيام أو عدة أسابيع إلى ألم في أسفل ظهره ومن ثم إلى بطنه ومن ثم ضيق شديد في صدره ... أو أنه كان يكره أحدا من الناس وبعد ذلك يكره عمله أو أصدقاءه ، وغالبا ما يكون تنقل المرض بسبب السحر. وتتأكد من ذلك عند قراءة آيات السحر على المريض ، فتجده أحيانا يبكي وقت القراءة دون سبب وحتى تتأكد من ذلك تكرر قراءة آيات السحر كما في رقية المسحور ، فان زاد في البكاء فهي حالة سحر والله اعلم.