السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اجعلني مباركا أينما كنت
اللهم اجعلني مباركا أينما كنت
اللهم اجعلني مباركا أينما كنت
كم هو جميل أن يدعو المرء بهذا الدعاء ويلح على ربه بذلك ليجعله مباركا نافعا أينما حل ، و يصبح كالمطر أينما وقع نفع كالنحلة لا تقع إلا على طيب وتعطي طيبا ،
فلم يقل نبي الله عيسى عليه السلام هذا الكلام عبثا إنما كان لإرادة ربانية ليكون نافعا ايجابيا في مجتمعه
يحتاجه الناس فيجدون عنده كل خير ، يكلمهم فلا يجدون عنده إلا كل خير يرحم صغيرهم ويقدر كبيرهم ويتفقد محتاجهم يأنس به الناس ويأمنونه على أنفسهم وأعراضهم يكون للصغير كالأب الرحيم وللكبير كالأخ المشفق ، في كل شيء يكون نفعه عظيما ، بعيد عن قاذورات الناس وسفاسف الأمور
إذا ألهت الناس الدنيا أنس بالله ، وإذا لجأ الناس إلى الناس لجأ إلى رب الناس ،
يقول الشوكاني رحمه الله عند هذه الآية ( وجعلني مباركا.. ) جعلني ثابتا في دين الله ، وقيل البركة الزيادة والعلو فكأنه قال جعلني في جميع الأشياء زائدا عاليا منجحا، وقيل معنى المبارك النفّاع للعباد ، وقيل المعلم للخير ، وقيل الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر
وهكذا تجد بعض الناس إذا كان في بيته كان نافعا لأبويه وزوجه وأبنائه ومن حوله ، وإن كان في عمله أووظيفته كان متقنا لعمله متعاونا مع من حوله كافا عن كل شر ، وإذا كان في الشارع أو السوق رأيت عليه علامات الهيبة والوقار يسلم على من حوله ويبش في وجوههم ويتأدب معهم بالآداب الإسلامية ، وإذا اشترى أو باع أو اقتضى رأيت عجبا من الأخلاق الحميدة مصداقا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام ( رحم الله امرأ سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى )
وإذا كان في المسجد تبتل إلى الله وخشع في مصلاه وأقبل على الله يدعوه ويتضرع إليه ، وإذا كان مع أقاربه فنعم الرجل هو محسنا إليهم متوددا لهم يمازح الصغير ويلاطفه ويحادث الكبير ويؤانسه شهم كريم يحب لإخوانه ما يحبه لنفسه
وبعد هل هذه الصفات صعبة المنال ؟؟ لاأظن !
وإن كنت ترى ذلك فألح بالدعاء على ربك أن يجعلك مباركا أينما كنت
اللهم اجعلنا مباركين أينما كنا وبارك لنا في أموالنا وأعمالنا وأعمارنا
المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم