نور الصباح عروس المملكة رضى الله عنها وأرضاها
السيد عبد القادر الجيلانى 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا السيد عبد القادر الجيلانى 829894
ادارة المنتدي السيد عبد القادر الجيلانى 103798
نور الصباح عروس المملكة رضى الله عنها وأرضاها
السيد عبد القادر الجيلانى 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا السيد عبد القادر الجيلانى 829894
ادارة المنتدي السيد عبد القادر الجيلانى 103798
نور الصباح عروس المملكة رضى الله عنها وأرضاها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نور الصباح عروس المملكة رضى الله عنها وأرضاها

العارفة بالله نور الصباح
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
المواضيع الأخيرة
» حول أوراد الشيخة صباح رضي الله عنها
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 02, 2020 7:52 pm من طرف الأستاذ

» نبذه عن اهل بيت خلافة جدتنا نور الصباح
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالأربعاء فبراير 07, 2018 1:49 pm من طرف صاحب السماحة

» دعوة لتمريض الظالم المعتدى
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالأربعاء يناير 17, 2018 4:35 am من طرف لغة العيون

» تقوية روحانية الكشف+الاستغناء عن التريض لبعض الابواب
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالأربعاء يناير 17, 2018 4:16 am من طرف لغة العيون

» بعد ان تقرأه ..هل ستعصى الله..؟؟ دعوة
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالأربعاء يناير 17, 2018 3:38 am من طرف لغة العيون

» اسرار آية الكرسي سيدة آي القرآن
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالأربعاء يناير 17, 2018 3:35 am من طرف لغة العيون

» كيفية القراءة علي الماء والزيت
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالأربعاء يناير 17, 2018 2:53 am من طرف لغة العيون

» فوائد عدة جربتها شخصياً وأتت بنتيجة طيبة ....فوائد عدة جربتها شخصياً وأتت بنتيجة طيبة ....
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالثلاثاء يناير 16, 2018 10:26 pm من طرف لغة العيون

» تعريف بفضل كنوز الاسرار (هدية)
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالثلاثاء يناير 16, 2018 10:25 pm من طرف لغة العيون

» هاتف-- سريع
السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالثلاثاء يناير 16, 2018 9:57 pm من طرف لغة العيون

الشريف الشيخ صديق المندوه رضى الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن ملايين المسلمين يُصَلُّون كل يوم خمس مرات على الأقل، ويقول كل واحد منهم في صلاته: "اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد". ومعنى هذا أن الصلاة على سيدنا محمد وعلى آله تتكرر كل يوم مئات الملايين، ومحمد صلى الله عليه وسلم أشهر من أن يُعرَّف، لكن ما معنى الصلاة عليه؟! ومن هم آله الذين نصلي عليهم معه في صلاتنا؟! إن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم معناها طلب الرحمة ومزيد اللطف له من الله تعالى، وكذلك الصلاة على أي إنسان، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) الأحزاب/43.فالصلاة من الله الرحمة، والصلاة على أي إنسان طلب لتلك الرحمة، ولذا نصلي على الميت؛ أي:نطلب له الرحمة، أما صلاتنا لله فهي عبادة، ولا تكون العبادة إلا لله، قال الله تعالى:(فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف/110.والله تعالى غني عن عبادتنا، ونبيه صلى الله عليه وسلم غني عن دعائنا، لكننا نعبر بعبادتنا لله عن الإيمان به واحدًا أحدًا، نحبه ونرجو رحمته ونخشى عذابه، ونعبِّرُ بصلاتنا على رسوله صلى الله عليه وسلم عن محبته والإيمان بنبوته والانتساب إلى أمته. وإنما كان صلى الله عليه وسلم غنياً عن صلاتنا؛ لأن الله تعالى وملائكته يُصلُّون عليه، وفسح الله لنا المجال لنشارك في الصلاة عليه تشريفاً لنا، قال الله تعالى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الأحزاب/56.وقد استجاب المسلمون لهذه الدعوة، وشرفوا بقبول هذا التكريم، فما ينطق أحدهم باسم محمد صلى الله عليه وسلم إلا وينطق بالصلاة والسلام عليه، فهي عبادة لله طلبها منا معشر المسلمين:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب/56؛ ولذا حرص الصحابة رضوان الله عليهم على أن يتعلموها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تعلموا منه سائر العبادات.روى البخاري ومسلم عن أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله! قد علمنا كيف نسلم عليك -أي السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته- فكيف نصلي عليك؟ قال:(قولوا:اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد).

رسالة ترحيب
بيت عموم السادة آل المندوه الأحمدية الدسوقية الشاذلية
خلفاء العارفة بالله السيدة نور الصباح رضى الله عنها
يرحب بكم على المنتدى الرسمى
للعارفة بالله السيده نور الصباح
سماحة السيد الشريف الشيخ
صديق السيد السيد المندوه الحسنى الحسينى الهاشمى
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط نور الصباح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط نور الصباح عروس المملكة رضى الله عنها وأرضاها على موقع حفض الصفحات
المواضيع الأكثر نشاطاً
صورمقام السيده نور صباح رضى الله عنها وأرضاها
فوائد عدة جربتها شخصياً وأتت بنتيجة طيبة ....فوائد عدة جربتها شخصياً وأتت بنتيجة طيبة ....
نبذة مختصرة عن نور الصباح
المدد العلوى فى سيرة السيد احمد البدوى
نبذه عن اهل بيت خلافة جدتنا نور الصباح
تعريف بفضل كنوز الاسرار (هدية)
مبرووك علينا تشريف السيده الفاضله محبة المصطفى فى المنتدى و تنصيبها منصب المشرف العام
المرحلة الاولى فى الاوراد
صَفحَآت مُشْرِقَة فِي حَيآة أَم الْمُؤْمِنِيْن عَآئِشَة.. رَضِي الْلَّه عَنْهَآ
الزهراء ..... زهرة القلب المحمدي

 

 السيد عبد القادر الجيلانى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خالد محمود
مشرف
مشرف
خالد محمود


عدد المساهمات : 43
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/07/2011
العمر : 77

السيد عبد القادر الجيلانى Empty
مُساهمةموضوع: السيد عبد القادر الجيلانى   السيد عبد القادر الجيلانى Icon_minitimeالإثنين يوليو 18, 2011 9:30 am

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) من كتاب الطبقات الكبرى للشعرانى الجزء الاول طبعة مكتبة ومطبعة 5 محمد صبيح وأولاده صفحة .121

السيد عبد القادر الجيلانى

هو سيد الطوائف أبو محمد محيى الدين عبد القادر الجيلانى. الحسنى الحسينى الصديقى. ابن أبى صالح موسى جنكى دوست. بن الامام عبد الله، بن الامام يحيى الزاهد بن الامام محمد بن الامام داود. بن الامام موسى. بن الامام عبد الله. بن الامام موسى الجون. بن الامام عبد الله المحض بن الامام الحسن المثنى. بن الامام الامام أمير المؤمنين سيدنا الحسن السبط. بن الامام الهمام الغالب، فخر بنى غالب، أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، و t وعنهم أجمعين أمين(1).
ولد t سنة سبعين وأربعمائة. وتوفى سنة احدى وستين وخمسمائة. ودفن ببغداد رضى الله تعالى عنه. وقد أفرده الناس بالتأليف، ونحن نذكر أن شاء الله تعالى ملخص ما قالوه مما به نفع وتأديب للسامع فنقول وبالله التوفيق :
كان t يقول عثر الحسين الحلاع لعدم وجود من يأخذ بيده، وأنا لكل من عثر مركوبه من أصحابى ومريدى ومحبى الى يوم القيامة أخذ بيده. يا هذا فرسى مسرج، ورمحى منصوب، وسيفى شاهر، وقوسى موتر، أحفظك وأنت غافل. وحكى عن أمه رضى الله عنها وكان لها قدم فى الطريق انها قالت لما وضعت ولدى عبد القادر كان لا يرضع ثديه فى نهار رمضان، ولقد غم الناس هلال رمضان فأتونى وسألونى عنه فقلت لهم انه لم يلتقم اليوم له ثديا ثم اتضح أن ذلك اليوم كان من رمضان واشتهر ببلدنا فى ذلك الوقت انه ولد للاشراف ولد لا يرضع فى نهار رمضان. وكان t يلبس لباس العلماء ويتميلس ويركب البغلة. وترفع الغاشية بين يديه، ويتكلم على كرسى عال، وربما خطا فى الهواء خطوات على رؤوس الناس ثم يرجع الى الكرسى. وكان t يقول بقيت أياما كثيرة لم أستطعم فيها بطعام، فلقينى انسان أعطانى صرة فيها دراهم فأخذت منها خعيبا سميدا، وخبيصا فجلست آكله فاذا برقعة مكتوب فيها.
قال تعالى فى بعض كتبه المنزله. انما جعلت الشهوات لضعفاء خلقى ليستعينوا بها على الطاعات أما الاقوياء فما لهم وللشهوات فتركت الأكل وانصرفت. وكان t يقول انه لترد على الاثقال الكثيرة لو وضت على الجبال انفسخت فاذا كثرت على الاثقال وضعت جنبى على الارض وتلوت فان مع العسر يسرا، ان مع العسر يسرا، ثم أرفع رأسى وقد انفرجت عنى تلك الاثقال. وكان t يقول قاسيت الاهوال فى بدايتى فما تركت هولا الا ركبته وكان لباسى جبة صوف وعلى رأسى خريقة وكنت أمشى حافيا فى الشوك وغيره وكنت أقتات بخرنوب الشوك وقمامة البقل وورق الخس من شاطئ النهر ولم أزل أجهد نفسى بالمجاهدات حتى طرقنى من الله تعالى الحال فاذا صرخت وهمت على وجهى سواء كنت فى صحراء. أو بين الناس. وكنت أتظاهر بالتخارس والجنون وحملت الى البيمارستان. وطرقنى مرة الاحوال حتى مت وجاءوا بالكفن والغاسل وجعلونى على المغتسل ليغسلونى ثم سرى عنى وقمت. وقال له رجل مرة كيف الخلاص من العجب فقال t من رأى الاشياء من الله وأنه هو الذى وفقه لعمل الخير وأخرج نفسه من البين فقد سلم من العجب. وقيل له مرة ما لنا لا نرى الذبابة يقع على ثيابك، فقال أى شئ يقع الذباب عندى وأنا ما عندى شئ من دبس الدنيا ولا عسل الآخرة، وكان t يقول ايما أمرئ مسلم عبر على باب مدرستى خفف الله عنه العذاب يوم القيامة، وكان رجلا يصرخ فى قبره ويصيح حت اذى الناس وأخبروه به فقال انه رآنى مرة ولابد أن الله تعالى يرحمه لأجل ذلك فمن ذلك الوقت ما سمع له أحد صراخ وتوضى t يوما فبال عليه، عصفور، ورفع رأسه اليه فهو طائر وقع ميتا، فغسل الثوب ثم باعه وتصدق بثمنه وقال هذا بهذا.
وكان t يقول ياربى كيف أهدى اليك روحى، وقد صح بالبرهان أن الكل لك، وكان t يتكلم فى ثلاثة عشر علما وكانوا يقرؤون عليه فى مدرسته درسا من التفسير، ودرسا من الحديث، ودرسا من المذهب، ودرسا من الخلاف، وكانوا يقرءون عليه طرفى النهار التفسير وعلوم الحديث والمذهب والخلاف والأصول والنحو.
وكان t يقرأ القرآن بالقراءات. بعد الظهر. وكان يفتى على مذهب الامام الشافعى، والامام أحمد بن حنبل، رضى الله عنهما. وكانت فتواه تعرض على العلماء بالعراق وتعجبهم أشد الاعجاب ويقولون سبحان من أنعم عليه، ورفع اليه سؤال فى رجل حلف بالطلاق الثلاث انه لابد أن يعبد الله عز وجل عباده ينفرد بها دون جميع الناس فى وقت تلبسه به فماذا يفعل من العبادات. فأجابه على الفور، يأتى مكة ويخلى له المطاف، ويطوف سبع وحده، وينحل يمينه، فاعجب علماء العراق. وكانوا قد عجزوا عن الجواب عنها.
ورفع له شخص ادعى أنه يرى الله عز وجل بعينى رأسه فقال أحق ما يقولون عنك فقال نعم فأنهره ونهاه عن هذا القول. فأخذ عليه الا يعود اليه. فقيل للشيخ أمحق هذا أم مبطل ؟ فقال هذا محق ملبس عليه، وذلك أنه شهد ببصيرته نور الجمال ثم خرق من بصيرته الى بصره لمعه فرأى بصره ببصيرته يتصل شعاعها بنور شهوده. فظن أن بصره رأى ما شهده ببصيرته. وانما رأى بصره ببصيرته فقط، وهو لا يدرى قال الله تعالى مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان وكان جمع من المشائخ وأكابر العلماء حاضرين هذه الواقعة لما ضربهم سماع هذا الكلام ودهشوا من حسن افصاخه عن حال الرجل ومزق جماعة ثيابهم وخرجو عريانا الى الصحراء، وكان t يقول تراء لى نور عظيم. ملأ الافق ثم تتدلى به صورة تنادينى يا عبد القادر انا ربك وقد حللت لك المحرمات فقلت اخسا يا لعين فاذا ذلك النور ظلام وتلك الصورة دخان ثم خاطبنى يا عبد القادر نجوة منى بعلمك بأمر ربك وفقهك فى أحوال منازلاتك ولقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق فقلت لله الفضل فقيل له كيف علمت بأنه شيطان قال بقوله قد حللت لك المحرمات وسأل t عن صفاة الموارد الألهية والطوارق الشيطانية فقال الوارد الألهى لا يأتى باستدعاء ولا يذهب بسبب ولا يأتى على نمض واحد وفى وقت مخصوص والطارق الشيطانى بخلاف ذلك غالبا.
وسئل t عن الهمة فقال هى أن يتعرى العبد بنفسه عن حب الدنيا وبروحه عن التعلق بالعقبة وبقلبه عن ارادته مع ارادة المولى وبتجرد بسره عن أن يلمح الكون أو يخطر على سره.
وسئل t عن البكاء فقال أبكى له، ويبكى منه، ويبكى عليه ولا حرج، وسئل t عن الدنيا فقال اخرجها من قلبك الى يدك فانها لاتضرك وسئل t عن الشكر فقال حقيقة الشكر الأعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع ومشاهدة المنه وحفظ الحرمه على وجه معرفة العجز عن الشكر.
فكان يقول الفقير الصابر مع الله تعالى أفضل من الغنى الشاكر له. والفقير الشاكل أفضل منهما. والفقير الصابر أفضل منهم. ولمخطب البلاء الا من عرف المسلى وسئل t عن حسن الخلق فقال هو أن لايؤثر لا جفاء الخلق بعد مطالعتك بالحق واستصغار نفسك وما منها معروفة بعيوبها واستعظام الخلق وما منهم نظر الى ما أودعوا من الايمان والحكم. وسئل t.
عن البقاء فقال البقاء لا يكون الا مع اللقاء، واللقاء يكون كلمح البصر أو هو أقرب. ومن علامة أهل اللقاء أن لايصحبهم فى وصوفهم به شئ فان لأنهما ضدان. وكان يقول متى ذكرته فأنت محب ومتى سمعت ذكره لك فانك محبوب. والخلق حجابك عن نفسك ونفسك حجابك من ربك ومادمت ترى الخلق لا ترى نفسك، ومادمت ترى نفسك لاترى ربك. ولما اشتهر أمره فى الآفاق اجتمع مئة فقيه من أذكياء بغداد يمتحنونه فى العلم فجمع كل واحد له مسائل وجاء اليه، فلما استقر بهم المجلس أطرق الشيخ فظهرت من ظهره بارقة من نور فمرت على صدور المئة فمحت ما فى قلوبهم، فبهتوا واضطربوا وصاحوا صيحة واحدة، ومزقوا ثيابهم. وكشفوا رؤسهم. ثم صعد الكرسى وأجاب الجميع عما كان عندهم فاعترفوا بفضله. وكان من أخلاقه أن يقف مع جلالة قدره مع الصغير والجارية ويجالس الفقراء ويفلى لهم ثيابهم. وكان لا يقوم قط لأحد من العظماء، ولا أعيان الدولة. ولا ألم قط بباب وزير ولا سلطان. وكان الشيخ على ابن الهيتمى t يقول : عن الشيخ عبد القادر t، كان قدمه على التفويض والموافقة مع التبرى من الحول والقوة وكانت طريقته تجريد التوحيد وتوحيد التفريد مع الحور فى موقف العبودية لا بشئ ولا لشئ. وكان الشيخ عدى بن مسافر t يقول كان الشيخ عبد القادر t طريقته الذبول تحت مجارى الاقدار، بموافقة القلب والروح، واتحاد الباطن والظاهر، وانسلاخه من صفات النفس، مع الغيبة عن رؤية النفع والضرر، والقرب والبعد. وكان الشيخ بقاء بن بطو t يقول كان طريق الشيخ عبد القادر t اتحاد القول والفعل والنفس والوقت، ومعانقه الاخلاص والتسليم وموافقة الكتاب والسنة فى كل نفس وخطره ووارد وحال الثبوت مع الله عز وجل وفى رواية كانت قوة الشيخ عبد القادر t فى طريقه الى ربه كقوى أهل الطريق شدة ولزوما وكانت طريقته التوحيد وصفا وحكما وحالا، وتحقيقه الشرع ظاهرا وباطنا، ووصفه قلب فارغ وكون غائب، ومشاهدة رب حاضر بسريرة لا تتجاذبها الشكوك، وسر لا تنازعه الاغيار، وقلب لا تفارقه النقايا t. وكان أبو الفتح الهروى t يقول خدمت الشيخ عبد القادر t أربعين سنة فكان فى مدتها يصلى الصبح بوضوء العشاء، وكان كلما أحدث جدد فى وقته وضوءه، ثم يصلى ركعتين. وكان يصلى العشاء ويدخل خلوته، ولا يمكن أحدا أن يدخلها معه، فلا يخرج منها الا عند طلوع الفجر. ولقد أتاه الخليفة يريد الاجتماع به ليلا، فلم يتيسر له الاجتماع الى الفجر، قال الهروى وبت عنده ليلة فرأيته يصلى أول الليل يسيرا. ثم يذكر الله تعالى الى أن يمضى الثلث الاول. يقول المحيط الرب الشهيد الحسيب الفعال الخلاق الخالق البارئ المصور فتتضاءل جثته مرة، وتعظم أخرى ويرتفع فى الهواء الى أن يغيب عن بصرى مرة. ثم يصلى قائما على قدميه يتلو القرآن الى أن يذهب الثلث الثانى. وكان يطيل سجوده جدا ثم يجلس متوجها مشاهدا مراقبا الى قريب طلوع الفجر ثم يأخذ فى الدعاء والابتهال والتذلل ويغشاه نور يكاد يخطف الابصار الى أن يغيب فيه عن النظر. قال وكنت أسمع عنده سلام عليكم سلام عليكم وهو يرد السلام الى أن يخرج الى صلاة الفجر. وكان الشيخ عبد القادر t يقول : أقمت فى صحراء العراق وخرائبه خمسا وعشرين سنة، مجردا سائحا لا أعرف الخلق ولا يعرفونى يأتينى طوائف من رجال الغيب والجان أعلمهم الطريق الى الله عز وجل. ورافقنى الخضر عليه السلام فى أول دخولى العراق وما كنت عرفته. وشرط لا أخالفه وقال لى أقعد هنا، فجلست فى الوضع الذى أجلسنى فيه ثلاث سنين. يأتينى كل سنة مرة. ويقول لى مكانك حتى آتيك. قال ومكثت سنة فى خرائب المدائن أخذ نفسى بطريق المجاهدات فآكل المنبوذ. ولا أشرب الماء، ولا أنام، ونمت مرة بايوان كسرى فى ليلة باردة فحتلمت، فقمت وذهبت الى الشط واغتسلت، فوقع لى ذلك فى تلك الليلة أربعين مرة وأنا أغتسل ثم صعدت الى الايوان خوف النوم ودخلت فى ألف فن حتى أستريح من دنياكم، وكان t يرى الجلوس على بساط الملوك ومن داناهم من العقوبات المعجلة للفقير. وكان t اذا جاء خليفة أو وزير يدخل الدار. ثم يخرج حتى لا يعم له أعزازا للطريق فى أعين الفقراء. واجتمع عنده جماعة من الفقراء والفقهاء فى مدرسة نظامية فتكلم عليهم فى القضاء والقدر. فبينما هو يتكلم اذ سقطت عليه حية من السقف، ففر منها كل من كان حاضرا عنده ولم يبقى الا هو، فدخلت الحية تحت ثيابه، ومرت على جسده، وخرجت من طوقه، والتوت على عنقه، وهو مع ذلك لا يقطع كلامه، ولا غير جلسته، ثم نزلت على الارض وقامت على ذنبها بين يديه، فصوتت ثم كلمها بكلام ما فهمه أحد من الحاضرين. ثم ذهبت فرجع الناس وسألوه عما قالت. فقال قالت : لى لقد اختبرت كثيرا من الاولياء فلم أر مثل ثباتك فقلت لها وهل أنا الا دوديدة يحركها القضاء والقدر الذى أتكلم فيه فقال الشيخ عبد القادر t ثم أنها جائتنى بعد ذلك وأنا أصلى ففتحت فمها موضع سجودى فلما أردت السجود دفعتها بيدى وسجت فالتفت على عنقى ثم دخلت فى كمى وخرجت من الكم الآخر ثم دخلت من طوقى ثم خرت فلما كان الغد دخلت خربة فرأيت شخصا عيناه مشقوقتان طولا، فعلمت أنه جنى فقال لى أنا الحية التى رأيتها البارحة، ولقد اختبرت كثيرا من الاولياء بما اختبرتك به فلم يثبت أحد منهم لى كثباتك. وكان منهم من اضطرب باطنا وثبت ظاهره ومنهم من اضطرب ظاهره وباطنه، ورأيتك لم تضطرب ظاهرا ولا باطنا. وسألنى أن يتوب على يدى فتوبته. وكان t يقول ما ولد لى قط مولودا الا وأخذته على يدى. وقلت هذا ميت فاخرجه من قلبى أول ما يولد. قال ابن الاحضر رحمه الله تعالى، وكنا ندخل على الشيخ عبد القادر t فى الشتاء وقوة برده، وعليه قميص واحد، وعلى رأسه طاقية، والعرق يخرج من جسده، وحوله من يروحه بمروحة، كما يكون فى شدة الحر. وكان t يقول لاصحابه اتبعوا ولا تبتدعوا وأطيعوا، ولا تخالفوا، واصبروا ولا تجزعوا، وأثبتوا ولا تتمزقوا، وانتظروا ولا تيأسوا، واجتمعوا على الذكر ولا تتفرقوا وتطهروا من الذنوب ولا تتلطخوا، وعن باب مولاكم لا تبرحوا، وكان t يقول اذا ابتلى أحدكم ببلية فليحرك أولا لها نفسه فان لم يخلص منها فليستعن بغيره من الامراء وغيرهم، فان لم يخلص فليرجع الى ربه بالدعاء والتضرع والانطراح بين يديه، فان لم يجبه فليصبر حتى ينقطع عنه جميع الاسباب والحركات، ويبقى روحا فقط. لا يرى الا فعل الحق جل وعلا، فيصير موحدا ضرورة ويقطع بأن لا فاعل فى الحقيقة الا الله. فاذا شهد ذلك تولى أمره الله. فعاش فى نعمة ولذة فوق لذة ملوك الدنيا لا تشمئز نفسه قط من مقدور قدرة الله عليه. وكان t يقول اذا مت عن الخلق قيل لك يرحمك الله، وأماتك عن هواك. فاذا مت عن هواك، قيل لك رحمك الله وأماتك عن ارادتك ومناك. فاذا مت عن ارادتك ومناك قيل لك رحمك الله وأحياك. فحينئذ تحيا حياة طيبة لا موت بعدها وتغنى عنى لا فقر بعده. وتعطى عطاء لا منع بعده. وتعلم علما لا جهل بعده. وتأمن أمنا لا حوف بعده. وتكون كبريتا أحمر لا يكاد يرى، وكان t يقول أفن عن الخلق بحكم الله تعالى. وعن هواك بأمر الله، وكان t يقول أشراك الخواص أن يشركوا ارادتهم بارادة الحق على وجه السهو والنسيان وغلبة المال والدهشة، فيتداركهم الله باليقطة والتذكير فيرجعوا عن ذلك، ويسغفروا ربهم، اذ لا معصوم من هذه الارادة الا الملائكة. كما عصم الانبياء عليهم الصلاة والسلام وبقية الخلق من الجن والانس المكلفين لم يعصموا منها غير أن الاولياء يحفظون عن الهوى والابدال عن الارادة، وكان t يقول أخرج عن نفسك وتنح عنها، وانعزل عن ملكك وسلم الكل الى مولاك وكن بوابة على باب قلبك فادخل ما يأمرك باخراجه، ولا تدخل الهوى قلبك فتهلك. وكان t يقول احذر ولا تركن وخف ولا تأمن وفق ولا تغفل فتطمئن ولا تضف الى نفسك حمالا ولا مقالا ولا تدع شيئا من ذلك ولا تخبر أحدا به. فان الله تعالى كل يوم هو فى شأن فى تغيير وتبديل يحول بين المرء وقلبه فيزول عما خبرت به ويعزلك عما تخيلت ثباته فتخجل عند من أخبرته بذلك. بل احفظ ذلك ولا تعده الى غيرك فان كان الثبات والبقاء فتعلم أنه موهبة فتشكر واسأل الله التوفيق، وان كان غير ذلك كان فيه زيادة علم ومعرفة ونور وتيقظ وتأديب. قال الله تعالى ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها. وكان t يقول اذا أقامك الله تعالى فى حاله فلا تختر غيرها أغلى منها أو أدنى منها، قلت أما طلب الادنى فظاهر لاستبداله الادنى بالذى هو خير منه. وأما فى الاعلى فلما يطرق الطالب للعلو من الهوى والادلال. فالنهى فى كلام الشيخ t لمن لم يخرج عن هوى نفسه. أما من خرج عن ذلك فله السؤال فى مراتب الترقى عبودية محضة والله أعلم. وكان t يقول ان كنت تريد دخول دار الملك فلا تختر الدخول الى الدار بالهوى حتى يدخلك اليها، جبرا أعنى بالجبر أمرا عنيفا متكررا ولا تقنع بمجرد الأمر بالدخول لجواز أن يكون ذلك بمكر أو خديعة. ولكن أصبر حتى تجبر على الدعيب فتدخل الدار جبرا محضا وفضلا من الملك. فحينئذ لا يعاقبك الملك على فعله وانما تتطرق اليه العقوبة من شؤم شرك وقلة صبرك وسوء أدبك. وترك الرضا بحالتك التى أقامك الحق فيها. ثم اذا دخلت الدار فكن مطرقا غاضا بصرك، متأدبا محافظا لما تؤمر به من الخدمة. غير مطالب بالترقى الى الطبقة الوسطى ولا الى الذروة العليا. قال تعالى لمحمد e ولا تمدن عينيك الآية. وكان t يقول لا تختر جلب النعماء ولا دفع البلوى فان النعماء واصلة اليك بالقسمة استحليتها أم كرهتها. والبلوى حالة بك ولو كرهتها ودفعتها فسلم الله تعالى فى الكل يفعل مايشاء. فان جاءتك النعماء فاشتغل بالذكر والشكر. وان جائتك البلوى فاشتغل بالصبر والمرافقة، والرضا، والتنعم بها، والعدم والفناء عنها، على قدر ما تعطى من الحالات، وتنتقل فيها حتى تصل الى الرفيق الاعلى، وتقام فى مقام من تقدم ومضى من الصديقين والشهداء. فلا تجزع من البلوى. ولا تنفث بدعائك فى وجهها وقربها فليس نارها أعظم من نار جهنم. وفى الخبر أن نار جهنم تقول للمؤمن جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبى وليس نور المؤمن الذى أطفأ النار الا الذى صحبه فى دار الدنيا وتمير به عمن عصى فليطفئ بهذا النور لهب البلوى. فان البلية لم تأت العبد لتهلكه وانما تأتيه لتخبره.وكان t يقول : لا تشكو لأحد ما نزل بك من ضر كائنا ما كان. صديقا أو قريبا. ولا تتهمن ربك قط فيما فعل ونزل بك من ارادته بل اظهر الخير والشكر ولا تسكن لأحد من الخلق ولا تستأنس به وتطلع أحدا على ما أنت فيه. لأنه لا فاعل سوى ربك، وكل شئ عنده بمقدار. وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. واحذر أن تشكو الله وأنت معافى وعندك نعمة ما طالبا للزيادة، وتعاميا لما له عندك من النعمة والعافية ازدراء بها. فربما غضب عليك وازالها عنك وحقق شكواك وضاعف بلاءك. وشدد عليك العقوبة. ومقتك وأسقطك من عينه. وأكثر ما ينزل لأبن آدم من البلايا لشكواه من ربه عن وجل. وكان t يقول لا يصلح لمجالسة الملوك الا المطهر من رجس الزلات والمخالفات ولا تقبل أبوابه تعالى الا طيبا من الدعاوى والهوسات. وأنت يا أخى غارق ليل نهار فى المعاصى والقاذورات. ولذلك ورد حمى يوم كفارة سنة، فالامراض والشدائد جعلها الله تعالى مطهرات لك لتصلح لقربه ومجالسته لا غير. وقد ورد أيضا أشد الناس بلاء الانبياء، ثم الامثل، فالامثل، ودوام البلاء خاص بأهل الولاية الكبرى. وذلك ليكونوا أبدا فى الحضرة ويمتنعوا من الميل الى غير الله تعالى. ثم اذا دام البلاء بالعبد قوى قلبه وضعف هواه. وكان t يقول أرض بالدون ولا تنازع ربك فى قضاءه فيقصمك، ولا تغفل عنه فيسلبك. ولا تقل فى دينه بهواك فيرديك. ولا تسكن الى نفسك فتبلى بها وبمن هو شر منها. ولا تظلم أحدا ولو بسوء ظنك به وحملك له على محامل السوء، فانه لا يجاوز بك ظلم ظالم. وكان t يقول اذا وجدت فى قلبك بغض شخص أو حبه فأعرض أفعاله على الكتاب والسنة، فان كانت محبوبة فيهما فاحبه، وان كانت مكروهة، فأكرهه لئلا تحبه بهواك وتبغضه بهواك. قال تعالى ] ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله [ ولا تهجر أحدا الا لله وذلك اذا رأيته مرتكبا كبيره أو مصرا على صغيرة قلت ومعنى رأيته مرتكبا كبيرة العلم بذلك ولو ببينة فلا يشترط فى جواز الهجر رؤية الهاجر بوقوع المهجور فيما هجر لأجله يقينا لا ظنا وتخمينا فلا يجوز لك الهجر من غير تحقق وتثبت وهذا الباب هلك فيه خلق كثير، ولم يموتوا حتى ابتلاهم الله تعالى بما رموا به الناس والله أعلم. وكان t يقول : اذا أحب الله عبدا لم يزد له مالا ولا ولدا، وذلك ليزول اشتراكه فى المحبة لربه تعالى. والحق غيور لا يقبل الشركة. قلت فان بلغ الولى الى مقام لا يشغله عن الله شاغل، فلا بأس بالمال والاولاد، وكان t يقول لا تطمع أن تدخل زمرة الروحانيين حتى تعادى جملتك وتبيانك لجميع الجوارح والاعضاء، وتنفرد عن وجودك وسمعك وبصرك وبطشك وسعيك وعملك وعقلك وجميع ما كان منك قبل وجود الروح. وما أوجد فيك بعد النفخ، لأن جميع ذلك حجابك عن ربك عز وجل كما قال الخليل للاصنام فى قوله تعالى ] فانهم عدو لى الا رب العالمين [ فاجعل أنت جملتك وأجزاءك أصناما مع سائر الخلق ولا ترى لغير ربك وجودا مع لزوم الحدود وحفظ الأوامر والنواهى. فان امخرم فيك شئ من الحدود. فاعلم أنك مفتون. قد لعب بك الشيطان. فارجع الى حكم الشرع، والزمه ودع عنك كالهوى. لأن كله سموم حقيقة لا تشهد لها الشريعة. فهى باطلة، وكان t يقول كثيرا ما يلاطف الله تعالى عبده المؤمن، فيفتح قبالة قلبه باب الرحمة. وأمنه الانعام. فيرى بقلبه ما لاعين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، من مطالعة الغيوب، والتعريف والكلام اللطيف، والوعد الجميل، والدلائل والاجابة فى الدعاء، والصديق، والوعد والوفاء، والكلمات من الحكمة. يرمى الى قلبه وغير ذلك من النعم الفائقة، كحفظ الحدود والمداومة على الطاعات، فاذا اطمأن العبد الى ذلك واغتربه واعتقد دوامه، فتح الله عليه أنواع البلايا والمحن، فى النفس والمال والولد، وزال عنه جميع ما كان فيه من النعم فيصبح العبد متحيرا منعيبرا، ان نظر الى ظاهره رأى ما لا يسره، وان نظر الى باطنه رأى ما يحزنه.
وان سأل الله تعالى كشف ما به من الضر، لم يرج اجابة، وان طلب الرجوع الى الخالق لم يجد الى ذلك سبيلا، وان عمل بالرخص تسارعت اليه العقوبات وتسلطت عليه الخلائق، على جسمه وعرضه وان طلب الاقالة لم يقل، وان رام الرضا والطيبة والتنعم بما به من البلاء لم يعط. فحينئذ تأخذ النفس فى الذوبان والهوى فى الزوال والارادات والامانى فى الرحيل، والاكوان فى التلاشى فيدام له ذلك ويشدد عليه حتى تفنى أوصاف بشريته ويبقى روحا فقط فهنا يسمو الندا فى قلبه ] اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب [ وردت عليه جميع الخلع وازيد منها، وتولى الحق سبحانه وتعالى تربيته بنفس ] فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين [. وكان t لا يسأل أحد الناس من دون الله تعالى. الا الجهلة بالله. وضعف ايمانه ومعرفته ويقينه وقلة صبره، وما تعتد من تعفف عن ذلك الا لوفور علمه بالله عز وجل، ووفور ايمانه، وحيائه منه سبحانه وتعالى. وكان t يقول انما كان الحق تعالى لا يجيب عبده فى كل ما سأله فيه الا شفقة على العبد، ان يغلب عليه الرجاء والغرة فيتعرض للمكربة، ويغفل عن القيام بأدب الخدمة، فيهلك. والمطلوب من العبد الا يركن لغير ربه والسلام.
وكان t يقول علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة عدم الصبر عند وجود البلاء والجزع والشكوى الى الخلق. وعلامة الابتلاء تكفيرا وتمحيصا للخطيئات، وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع ولا ضجر، ولا نقل فى أداء الاوامر والطاعات، وعلامة. الابتلاء لارتفاع الدرجات وجد الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس والسكون للاقدار حتى تنكشف. وكان t يقول من أراد الآخرة فعليه بالزهد فى الدنيا، ومن أراد الله فعليه بالزهد فى الآخرة ومادام قلب ليعبد متعلقا بشهوة من شهوات الدنيا أو لذة من لذاتها من مأكول أو ملبوس أو منكوح أو ولاية أو رئاسة أو تدقيق فى فن من الفنون الزائدة على الفرض، كرواية الحديث الآن وقراءة بالروايات السبع وكالنحو واللغة والفصاحة فليس هذا محبا للآخرة، وانما هو راغب فى الدنيا وتابع هواه. وكان t يقول تعلم من الجهات كلها ولا تعضض على شئ منها، فانك مادمت تنظر اليها فباب فضل الله عنك مسدود فسد الجهات كلها بتوحيدك وامحها بيقينك ثم بفنائك ثم بمحوك ثم بعلمك وحينئذ تفتح من عيون قلبك جهة الجهات، وهى جهة فضل الله الكريم فتراها بعين رأسك، فلا تجد ذلك ولا غنى. وكان t يقول كلما جاهدت النفس وغلبتها أفنيتها بسيف المجاهده أحياها الله عز وجل ونازعتك وطلبت منك الشهوات والملذات المحرمات. منها، والمباح، لتعود معها الى المجاهدة والمقت ليكتب لك نورا وثوابا دائما وهو معنى قول النبى e رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر. وكان t يقول كل مؤمن مكلف بالتوقف والتفتيش عند حضور ما قسم له فلا يتناوله ويأخذه حتى يشهد له الحكم بالاباحة والعلم بالقسم كما قال عليه السلام المؤمن فتاش والمنافق لفاف والله تعالى أعلم.(1)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/khaled.ahmed.alshentenawy
 
السيد عبد القادر الجيلانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الصباح عروس المملكة رضى الله عنها وأرضاها :: الطــــــــرق الصــــــــو فية :: الطريقة البرهامية-
انتقل الى: