قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( نية المؤمن خير من عمله ))
قال بعض أهل العلم: إنما كان كذلك لأنه قد يثاب على نية الخير وإن لم يعمل ولا يثاب على عمله بلا نية
وروي عن النبي صلى عليه وسلم أنه قال: ((يؤتي بالعبد يوم القيامة ومعه من الحسنات أمثال الجبال الرواسي فينادي مناد من كان له على فلان مظلماً فليجئ فليأخذها فيجئ أناس فيأخذون من حسناته حتى لا يبقى له من الحسنات شيء ويبقى العبد حيران فيقول له ربه : إن لك عندي كنزاً لم أطلع عليه ملائكتي ولا أحداً من خلقي, فيقول يا رب ما هو؟ فيقول بنيتك التي كنت تنوي من الخير كتبتها لك سبعين ضعفاً))
وروي في الخبر(( أنه يؤتى العبد يوم القيامة فيعطى كتابه بيمينه فيرى فيه الحج والعمرة والجهاد والزكاة والصدقة , فيقول العبد في نفسه ما عملت من هذا شيئاً وليس هذا كتابي , فيقول الله تعالى اقرأ فإنه كتابك عشت دهراً وأنت تقول لو كان لي مال لحججت ولو كان لي مال لجاهدت وعرفت من نيتك أنك صادق فأعطيتك ثواب ذلك كله))
عن النبي صلى عليه وسلم أنه قال : (( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس , ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس))
(قال الفقيه) رضي الله تعالى عنه: كم من نائم يكتب له أجر المصلين وكم من مصلٍ مستيقظ يكتب من النائمين , وذلك أن الرجل إذا كان من عادته أن يقوم وقت السحر ويتوضأ ويصلي حتى يطلع الفجر فنام ليلة على تلك النية فغلبه النوم حتى أصبح فاستيقظ حزن لذلك واسترجع فإنه يكتب مصلياً ويبلغ ثواب القائمين بنيته, وأما إذا كان الرجل لم يكن يقوم الليل فظن أنه قد أصبح فقام وتوضأ ودخل المسجد فإذا هو لم يصبح فجعل ينتظر الصبح ويقول في نفسه لو علمت أنه لم يطلع الفجر لم أقم من فراشي فهذا الذي يكتب من النائمين وهو مستيقظ
ولذلك يجب علينا أن نستشعر كرم الله ونشكره على هذه النعمة العظيمة التي من خلالها ننال الثواب العظيم والأجر الكثير دون أن نعمل وبالنية نجعل العادات إلى عبادات واقتداءً بحبيبنا صلى الله عليه وسلم الذي كان يستحضر النية في أكله وشربه ونومه قاصداً التقوي على طاعة الله تعالى وكذلك في سائر أفعاله صلى الله عليه وسلم...
أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا صالح أعمالنا فإنه هو السميع العليم
ويكرمنا وإياكم بنية وصدق وإخلاص وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شيء .. بخير ولطف وعافية